كتاب وشعراء
كتبت ذات مساء…بقلم زيان معيلبي

وكنتُ طاهراً….!
كقطرةِ ندى لم تلمسها أناملُ الظهيرة
وكان قلبي طفلاً يلهو في حقول الضوء
يرسمُ وجهَ الله على صفحةِ الغيم،
ويحسبُ أنَّ الدعاءَ لا يحتاجُ سوى صدقِ البوح
لم يكن الحبُّ قد اكتشفني بعد
ولا كنتُ أعلم أنَّ للعناقِ حدّاً
وأنَّ الوردَ يخفي تحت عطورهِ أشواكاً
كنتُ أمشي في المدى عارياً من الريبة
ممتلئاً بالدهشةِ كغيمةٍ تهطلُ بلا سبب
كانت الحياةُ يومئذٍ نقيةً
كوجهِ فجرٍ لم تلمسهُ خطايا الساهرين
وكان الطريقُ إلى الله
أقربَ من شهقةِ بكاءٍ في السجود
وأصفى من نيةٍ تولدُ في العتمة
يا لبراءةِ تلك الأزمنة…
حين كانت الأرواحُ تمشي على ضوء يقينها
وحين كان الموتُ مجرّد ظلٍّ لا يخيف
والوجعُ فكرةً لم تنضج بعد
كنتُ جميلاً، لا لأنّي عرفتُ الجمال
بل لأنّي كنتُ غافلاً عن قبح العالم.







