مصطفي السعيد يكتب :هل يمكن لتوحش أمريكا أن يعيد عصر الإستعمار القديم؟

حشود القوات الأمريكية أمام سواحل فنزويلا، ملوحة باحتلالها، وعقوبات ضد كولومبيا جارة فنزويلا، وأشد منها ضد البرازيل ووقف استيراد البن، ورسوم جمركية بواقع 50% على الواردات الأمريكية منها، و145% على الواردات من الصين .. ما سر توحش أمريكا والكيان وأوروبا؟ قراءة سريعة لأرقام إقتصاد الغرب تكشف لنا السبب – ديون أمريكا تزداد 25 مليار دولار كل يوم، وتخسر 15 مليار دولار في كل يوم إغلاق حكومي، دخل التخلي عن الدولار كعملة احتياط كانت مضمونة – ديون فرنسا وبريطانيا تخطت كل الخطوط الحمراء، حتى ألمانيا التي كانت قاطرة إقتصاد أوروبا تهرب منها المصانع، ومعدل نموها يدور حول الصفر وأقل أحيانا، وتلغي سقف الإستدانة. الكيان مجرد أداة في أيدي تلك الدول التي تترنح تحت ضربات الأزمات الداخلية، والتي بدأت تشهد تململات إجتماعية وسياسية تنخر عظامها. لكن هل تنجح الحملات العسكرية والعودة إلى عصر الإحتلال في حل تلك الأزمات؟ لا يمكن أن تهنأ بنفط فنزويلا أمام شعب جرى توزيع السلاح عليه، يمكن أن توجه ضربات من بعيد على بعض الخدمات، أو تغتال عدد من الشخصيات. أما كولومبيا التي يقودها بيترو الذي دعا إلى جيش عالمي لتحرير فلسطين فهو من قيادات جماعات شعبية مسلحة (19 مارس) أمينا عاما للمظالم، فهل سيدخل ترامب أدغال كولومبيا، ويواجه حرب تحرير شعبية أخرى؟ هل يمكن لأمريكا أن تستغني عن وارداتها من الصين؟ لا يمكنها إنتاج بدائل لوارداتها من الصين، والبديل بأضعاف السعر وأقل جودة، ولهذا ستفع فاتورة لا يمكنها تحملها. مأزق أمريكا والكيان وحلفاؤمها وراء هذا التوحش الذي لا يمكنها أن الإستمرار فيه، لأنه سيعود عليهم بالكثير جدا من الخسائر.





