كتاب وشعراء

وبكى المهرّج …..بقلم روضة بوسليمي / تونس

وبكى المهرّج
ها المهرّج يُضحك الحاضرين
وفي باله حكمة الأنبياء
راح يؤتي حركات دأب عليها
مذ لقبّوه بالبهلوان
وهو يردّد واثقا :
– آه …لو كانوا يعلمون
ما في الصّمت من فرج !!
الصّمت الحقّ ، أنيس المغتربين
يخفّف عنهم وطأة اللّيل
إنّ وطأةَ اللّيل لثقيلةٌ
وإن صبغتم وجوهكم بألف لون
يبقى الصّمت دليلا
على حكمة من شكا فؤاده عللا
ولم يجد لفؤاده خليلا سميعا
ولم يجد صدرا ومتّكأ وثيرا
يبكي المهرّج …
وعلى شفتيه ضحكةٌ عريضة
…يضيف :
– تعال يا نصفي الحزين
نتسلّ بحكايات السّلاطين
وقِصص الحنين
يزيد المهرّج من بكائه
حتّى يختلط الدّمع بالأصباغ
فتمسي باهتة
ويقول :
– تعال يا نصفي
الذي أدمن اللّون الرّماديّ
نحاك الفراش في رقصه حول قبس من نار
عسانا نصبح للنّور قرابين …
يقول المهرّج وهو يبكي ويبكي :
– لن انهزم في المنتهى
وقد أحتسيت ألوان الوجع
وفي البال أغنياتٌ سبعٌ
والحلم المشتهى
ووعد للطّير المنسيّ في فجاج الهواء
ان أهبها غاباتي وأضلعي سكنا
وأوردتي سّقيا
وعهد منّي أنا المهرّج المضحك الباكي
أن أعلّم معشر البشر
كيف يكون الغناء ترياقا زمن البكاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى