هَيكلة البرايا/للشاعرة السورية ربا أبو طوق

لو كان لي هيكلة البرايا
لرجعتُ إلى جدلية التكوين
و انتهجتُ من ضلعك عدناً
أقيم فيه و لا أبالي
لكنّني الآن عريشة مجدليّة
تلفلفني الزّوايا لأتّسع في حقيبتي
كلّما كبرتْ عقارب البوابة
يضيق الزَّمن أكثر و أكثر
و على مهلٍ ترتخي المفردات
و تنطفئ في العدم
تسألني الحدود : هل أنتِ .. أنتِ …؟
أم أنَّ وجهاً آخر سكن ملامحكِ
ليحمل عنك بكاء الطريق
– لست أنا … تقول يدي
تركتُ في ليلهِ حبقَ بَناني
فاسحبي بصمةً من بقايا عطره
على شفتَيّ
و اختمي عينَيّ
لأسيل معه بلا جواب
تقول غريبة : كنتُ مثلك
سمكةً تخاف على يمّها
من غصّة الملح
فاتركي المطر يغسل ما تبقى
من السّواري العالقة
و انشَفي كيفما شئتِ
الغياب هو الغياب
يقول الجناح :
إنّ الدموع تشوّش الإقلاع
فاعصفيها مرة واحدة
يداهمني أرق الطائرة
يكتب على الشاشة السوداء
كلمة من أربعة حروق … و د ا ع
يقول : فُكّي يديهِ
لينام صدرك عارياً
و يطير الحمامُ بلا اعتناق
المغادرون
يخلعون جروح البلاد الكئيبة
يلتئمون مع الفراغات الباردة
يتذمّرون
إذ تأجّل السفر ساعة أو ساعتين
وحدي
أكتب للعمر
لقد تأخّرت في كل شيء …
أكتب للحبّ
ترفّق برجل تغطّى بالثّرى
ليبكي عزيز النفس
أكتب للأيّام
كوني أمّاً لمن يتَّمهُ الصهيل
أكتب للنسيان ..
كن طيباً معي
لنكون صديقين لا عتاب بينهما
ثمّ وحدي …
أمدُّ خفقي في صوفية الغيم
أبحث عن نقطةٍ مؤمنةٍ
لم يمَسَّها الشَّرُّ بإغراء الهبوط
نقطةٍ
تنقرُ دفوف النّجاة
تدور مع دروايش العشق
و تنشد : أحبك … أحبك
نقطةٍ
حين يشكّها الرحيل
في خاصرة الذكريات
لن تُشعركَ حتى … بوخزة نهاية
***
#ربا_أبو_طوق







