كتاب وشعراء

أناشيد الطين الموعودة… أفين حمو

أناشيد الطين الموعودة

كنتُ أصدّق أكاذيبك
المغلقة بإحكامٍ في زنازين بلا حُرّاس
كأنها وعودُ الله بالجنّة للطين.

كنتَ تقول إن العالم بسيط
وسخيٌّ بسلامٍ يكفي لتدوين سيرة الكون
بتوقيته العادل.
فأُغمض عينيّ
كي لا أرى كم هو موحش
يصرخ متذمّرًا على حافتِه
خارجًا من يقينه المتصدّع.

كنتَ تشير إلى الضوء
فأحبل من وهجه
ولم أنتبه أن الظلّ
لا يعشق عذوبة المغيب.

كلّ شيءٍ بعدك تغيّر
صوتُ الريح صار يشبه عتابَ المنعطفات المقفرة
وأشجارُ الليمون كراقصاتِ فراقٍ
مزّقن اخضرارَهنّ على حقائب رحيلك.
والأرضُ لم تعد تعرف خطواتي المذعورة
حتى الجدرانُ فقدت صبرَها
ومارست ضجرَها عليّ
كأنني من مريديها

أمدّ يدي
فلا يأتيني سوى هواءٍ بارد
متقطّعٍ كأنه في سباق
آخرَ ما تبقّى منك

أحيانًا أظنّ أنني
حين أنحني لالتقاطِ حزني
أسمع الغصن في داخلي
يرتجف
يتموّج
كأنه يلوّح لشيءٍ
يغادرني ببطء.

لم أتعلم من الصمت شيئًا
ولا من الغياب سوى
أن الحقيقة دائمًا تأتي متأخرة
وأن الوداع، حين ينطق
لا يحتاج إلى صوت
فهو كمحنةِ النقطة
تصمتُ طويلًا في نهاية السطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى