قصص قصيرة.. بقلم: أشرف عزيز
*دمية
منذ قرابة عامين وهي لا تزال تُرضِع طفلاً صنعته من القطن، بعدما سلبتها الغارة زوجها وطفلها البكر. ما يثير الدهشة أن صدرها مازال يُبلِّل الطفل القُطنيَّ بالحليب.
* وجه الخيانة
تلقّى عشر طعنات من أحد زائري معرضه الخاص، وحين سأله المُحقِّق: “لماذا فعلت ذلك؟”.
أجابه بصوت مرتجف: “وجه تلك الخائنة يطاردني في كلِّ لوحة رسمها”.
تفحَّص المحقِّق اللوحات واحدةً تلو الأخرى، لكنه لم يجد في أيٍّ منها وجه امرأة.
*ثوب جديد
قالت الأم:
“دعوني ألبس ابني هذه الثياب الجديدة.. لقد بعتُ نصف كيس الدقيق من أجل شرائها.. !”.
كان الولد يحلم بمغادرة ثيابه المرقَّعة،
لكنه غادر الدنيا برصاصة.
*في المقهي
كان معتاداً أن يجلس في المقهى، وحين يأتيه النادل يطلب منه فنجانين من القهوة.
كانت هذه العادة تثير تساؤل النادل: لماذا يطلب فنجانين وهو يجلس وحيداً؟ ولمن يبتسم وهو يتحدَّث مع نفسه؟
كان الرجل يشرب قهوته في صمت، ثم يغادر بروح هادئة.
فجأةً غاب عن المقهى طويلاً، وحين عاد من غيابه، أحضر له النادل الفنجانين كما تجري العادة.. نظر إليه الرجل بعينين دامعتين قائلاً :
“لقد رحل الحلم من رأسي خذ الفنجان الآخر”.
