كتاب وشعراء

أخبريني يا سيّدة النساء… بقلم د. مصطفى عبد المؤمن

أخبريني يا سيّدة النساء،
أين ينتهي البعدُ…
لأنتظركِ هناك؟
دلّيني على آخر نقطةٍ في الأفق،
لأزرع عندها أنفاسي،
وأستريح على ظلّكِ الدافئ.
قولي لي، كيف أرسمكِ؟
هل أبدأ من شَفَتَيكِ؟
أم من عينيكِ اللتين تُطفِئان قنديلَ المساء؟
كيف أكتبكِ بين السطور،
من غير أن تشتعل الورقة من شوقي؟
يا امرأةً تسكنني كالوطن،
يا آخرَ ما تبقّى من الحلم،
قلبي مثقّلٌ بالجراح،
لكنّه لا يعرف سوى حُبّكِ دواءً.
دعيني أهاجر معكِ…
إلى بلادٍ لا تعرف الضجيج،
ولا يطرقُها الحزن،
ولا يسكنها سوى الضوء والعطر.
هناك، نصنع بيتًا من الحنين،
تغسلنا فيه أمطارُ العناق،
ونغفو على وسادةٍ من نجومكِ.
أنا الغريق في بحر هواكِ،
ولا أطلبُ نجاةً،
بل غرقًا أطول…
ونهايةً تبدأ منكِ ولا تنتهي.
سأسيرُ يدي بيديكِ،
وأواجهُ العالمَ بعينيكِ،
فما خُلقتُ إلا
لأكونَ لكِ وطنًا صغيرًا
تحتمين فيه من فوضى الدنيا.
علّمتِني أن العشق صلاة،
وأن القبلة وعدٌ أبديّ،
وأن المرأة حين تُحبّ…
تُعيدُ خَلقَ الكون من جديد.
فابقَي،
يا سيّدتي،
يا قصيدتي التي لم تكتمل،
يا حبّي الذي كلّما كتبتهُ
ازداد اتّساعًا كالبحر،
وازداد احتراقًا… كالشمس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى