مازالَ القرنفلُ يحلمُ.. شعر: رياض الدليمي

غارقٌ في لحظاتِ الغسق
الشمسُ ترسمُ على العنقِ
منفى وثورة
ثمةُ غيوم متكسِّرة على شرفةِ الانتظار
راكدة……
خَلتْ من بريقٍ ومطرٍ
نايٌ يعزفُ أحلامَ القرنفلِ
وبطولات البنفسج
على فمٍ موجوعٍ
سطحُ اللوحةِ الأبيض
تكسرَ من رهافةِ الملمسِ
ينتظرُ حُفريات الغسق
ومزاجِ القرنفل بعد الزوال
سَيغرِقُ السطح
بأنهار الأنامل
وأحزانِ القصب
جنودٌ قادمون احتلوا الزوايا
وبنوا الثكنات
ومازالَ القرنفلُ يحلمُ
بيوتٌ ثكلى هجرتْها العصافير،
وأفراخ السنونو تَعشعَشتْ بين جديلتين مستفزَّتين
لرجلٍ تعلمَ للتوِ أسرارَ ثقوبِ النايات
ومواقيت طقوس جنونِ الجدائلِ
على أكتافِ اللوحةِ
في إحدى زوايا البياضِ
ثمةَ سيارة
يستقلها سكارى هربوا من صراعٍ
قبل الفجر،
بين لونٍ بنفسجيٍّ باهتٍ.. رطبٍ
على شفتينِ مزهرتينِ تشكوانِ للسماءِ،
ولونٍ برتقاليٍّ مائلٍ للزرقةِ
تركَ السلام،
ومضى لحروبِ الفتنةِ،
بينَ أشجارٍ عاريةٍ
تعرَّتْ لصيفٍ ساخنٍ،
وشحوبِ قمرٍ لم يأذنْ لأعيادِ الفطرِ
غصةُ آهٍ لأزرارِ قميصٍ بنيٍّ داكنٍ
هاجرَ الوطنَ،
تركهُ الربيعُ ومضى
إلى زاويةٍ أخرى
في أعلى اللوحةِ
عنقٌ أسمرٌ لفحتهُ حرائقَ سومر
مطحونٌ بدمِ أوروك
ورطوبةِ القصب
قامةٌ متشظية بالوهجِ
تتكئُ على بحرٍ لم تستوعبهُ اللوحة
يضيقُ عن الخصرِ،
هاربٌ من ابتسامةٍ خَجلةٍ
يتشبثُ ببتلاتِ القرنفل
وفوهة نايٍّ
وجدائل غير مطيعة للنجاةِ
من فورةِ الغسقِ،
بنادق جنود تصوبُ من الثكناتِ
على رجلٍ غارقٍ في أحلامِ اللوحاتِ،
نامَ..
ونسى ألوانَ الشمس







