كتاب وشعراء

مساء نوفمبر …..بقلم حنان عبد اللطيف

هل اخبركَ مساء نوفمبر
بأني تجوّلت اليوم في شوارع مدينتي
بلا موعد لليقظة
مشيت على الأرصفة المحاذية لقلبي
تبادلت السلام مع البيوت والنوافذ
أطلقت في الفضاء زفرات صمتي
و رغم ذلك
لم أكن معي
ربما تاهت عني أطراف اللقاء
و مفاتيح الأصابع عصية على الخشخشة
كنت أسبق الخطا إلى الأمام
وذاكرتي تقذفني إلى الوراء
كنتُ كالغريبة
وقد فرّت منها أيائلها البرية
السارحة في صدر الحنين
حتى تلك الياسمينة الهرمة
انكفأت عني و ابتعدت
خلف غيوم الإنتظار الحزين
وما زال كل شيء كما هو
إلا انتَ
غائب كهذا الوطن
لا أعرف السبيل إليه
هات عمرك
كي ارسمه فجراً
استمد منه ولادتي
بلا حدود و لا شطآن
مؤلمة حد البكاء
تلك الهوامش الزرقاء
التي نكتبها
على خاصرة الوقت
وكأنها صك للغفران
فلتمنحنا القصيدة
طوقاً آخراً للنجاة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى