مما لا شك فيه….بقلم هنادي الوزير

مما لا شك فيه أنك لم تعد كالسابق..
كل ما كنت تفعله ليؤنسك وينسيك بات بلا مذاق ولم يعد يعطيك مفعوله، لقد انطفأ شغفك تجاه الأشياء، وصرت تتقيأ روحك كما قابلتك في المرة الأولى. لكن الأمر لم يغرني حتى الآن لأنك لم تنته بعد!
من تهجره لا يعود، ومن يهجرك ربما يعود. لم يعد يستفزني ألمك كي أنظر إليه، وأستطيع أن أعي جيدا لهفتك واندفاعك الغامض تجاهي، ظمأك لصوتي، رجفتك العالقة ما بين تظاهرك بالقوة ووجهي الذي يستنزفك!
أفكارك التي تنقلني برأسك من لهفة إلى لهفة، من سكوت إلى صراخ.
كل ما تملكه مني أصبح ماضٍ عَلِقَ في رأسك وحدك، لكنه يبدو لك وكأنك تراه للمرة الأولى!
كل هذا الألم الذي أعادك مسالما ينقضُّ عليك، وإني على يقينٍ بأنك تعاني الآن من انعدام القدرة على فهم نفسك.
لكن التي عودتك أن تغفو على أنفاسها صارت تعاني انفصاما في المشاعر. لم تعد تهتم أن تكن لك جيتارا تدوزن عليه آلامك كما كنت تفعل.
في الواحدة بعد منتصف الليل وأنا أستمع لأغاني george michael فكرت فيك للحظة!
لكن لم يكن الأمر قاطعا لقد كان شعورا مؤقتا.
عند الواحدة والثلث أدرت عنقي الطويل وعدت بعقلي مئة خطوة إلى الخلف؛ لقد بات الأمر واضحا.
في الواحدة والنصف وبقدم عارية وشعر مبتل بلا قيود، وفي الزاوية المنحرفة تحت سقف المطبخ أعددت القهوة وأنا أطقطق عظام رقبتي..
لم يشغلني سوى نهاية المسلسل الذي أظنه مشوقا وكيف سيبتلع الرجل ارتباكه أمام حبيبته!
انتهيت بنصف ساعة وواصل العالم دورانه.







