موت أليف ……بقلم زكية المرموق

موت أليف …
لم تعد تفكر في فواتير الإيجار
والنت والكهرباء
ولا في الثلاجة الفارغة
ولا في الموقد الذي بلا حطب
والشتاء كلب بذيل طويل
ولا في الليل الذي لا ينتهي
ولا في السقف الذي ينزل كل يوم أكثر
ولا في الجدران التي تحولت إلى تابوت
ولا في السرير الذي يتسع كل ليلة ولا يجد كتفا يتكئ عليه
ولا تفكر إطلاقا
في الغد الذي ينبح على نافذتها
مثل جرو فقد أمه للتو
ثم يلقي بنفسه في الضباب
قبل ان يأتي الذئاب
ولا في الصمت الذي يتمدد جنبها
و يكبر مثل موت أليف
ولا في المرايا
فالوجوه تتعلم الكذب من المصابيح
ولا في ثيابها التي تعرف كل شيء
لكنها تخاف ان تقول
ولا
ولا
كل ما تفكر
كل ما تفكر به هو اسم السيجارة التي كانت تذوب بين شفتيه كما يذوب قلبها
بينما صمتها يداعب صمته
كما يداعب شاعر قصيدته الوحيدة
او كما تداعب الشمس غابة
لقد اكملت الآن قهوتي مع غيابه
يا أشباحي الخفية
فهل تقرئين فنجاني?







