زهرة الأقحوان …بقلم د. مصطفى عبد المؤمن

يا زهرةَ الأقحوانِ…
يا همسَ ليلٍ يختبئُ بينَ أهدابِ انتظارٍ طويل،
يا نَفَسًا من عطرِ طفولةٍ
تسلَّل خِلسةً إلى وجدانِى
فأوقدَ فيه نارَ الحنين.
أأنتِ حقًا زهرةٌ
أم نافذةٌ صغيرةٌ على القلب؟
فكلما اقتربتُ منكِ
اهتزَّ داخلي غصنٌ قديم
كان يظن نفسه مات!
يا أُقحوانةً بيضاء
كأنكِ سحابةٌ هاربةٌ من رب السماءِ
كيف استطعتِ أن تكسري
صلابةَ هذا الرجل
بتلك البراءة التي تشبهُ الذنب الجميل؟
تقولين إنكِ زهرة…
وأنا أراكِ امرأةً كاملة،
امرأةٌ تقدر أن تغيّر
خارطةَ الليلِ
واتجاهَ الريح
ومجرى النبض في صدري.
حين لامستْ يدُكِ يدي
لم تتفتحْ بزرةُ شهوةٍ فقط،
بل نبتتْ غابةٌ كاملة
في قلبٍ كان يظن أنه انتهى من الحكايات.
يا زهرتي…
يا معبدي الصغير
يا انحناءةَ ضوءٍ على كتف المساء،
تعالي
واسندي رأسَكِ على وجدانى
كي يقرّ للعالم
أن الشعرَ ليس كلماتٍ،
بل امرأةٌ تفيضُ رائحةَ الأقحوان
وتجعله يرى الكون
بعينٍ جديدة
كلما ابتسمتِ
وكلما فاح منها
عبير الاقحوان.







