ناطورةُ المطرِ…..بقلم سليمان أحمد العوجي

أنا نذرٌ خائبٌ
أعياهُ الوقوفُ ببابِ الرجاءِ
أتساقطُ حزنًا كخريفِ الحُبِّ
يتغرغرُ حلقُ النهاياتِ بي
ويتغضَّنُ وجهُ المساءِ
حينَ تلِجُ قافلةُ النهارِ
كَفَنَ المغيبِ…
وأنتَ لا تأتي…
ألملمُ نثارَ فرحي
بكَفِّ الخيبةِ
عَسَسُ الليلِ أنا
أحرسُ أغمارَ الوحشةِ
وأستلفُ لحزني حزنًا آخرَ
قد يطولُ الليلُ
وتهرَمُ القناديلُ
أهزُّ سريرَ النومِ
فـينامُ النومُ وتفيقُ كوابيسي
وأنتَ لا تأتي…
أصيرُ حكايةَ الحيِّ:
«امرأةٌ لا تنامُ»
لا تثقوا بي…
أنا تعويذةُ مُشَعْوِذٍ في سيركَ الحياةِ
مصلوبةٌ بينَ خَفَرِ الحقيقةِ
وغمامِ الخديعةِ
اكسروا زجاجَ خطيئتي
لن يرفَّ لقلبي جفـنٌ
أنا ناطورةُ المطرِ
في رُبعِ انتظارِكَ الخالي
تُطَوِّقُني كثبانُ الشوقِ
وأمواجُ ليلـي تُطارحُ
جَزَرَ نهاركَ النائيةَ
من عُمُرٍ…
أيُّها المتواري في ضبابِ الغيبِ
يخذلُني زاجلُ الأيّامِ
وسعاةُ البريدِ…
وتتقصَّدُ الدروبُ أن
تُغافِلَ بابي وتَمُرَّ
أزرعُ الصبرَ على
شُرُفاتِ الملحِ ولا يُثمِرُ
أجمعُ عظامَ قصائدي
وعندما يمرُّ بائعٌ جوّالٌ
أُبادِلُها بأرغفةِ الحنانِ
وأبيتُ على الطَّوى
لو تركتَ لي كِسرةً
من عطرٍ… أو خيطًا
من قميصِ الحضورِ
لنسجتُ ألفَ شالِ ارتعاشٍ
وألفَ عباءةِ أُنسٍ
ثمَّ لَرَجَمْتُ شتاءَ قلبي
وأقمتُ الحدَّ على
وحشتي الجاحدةِ.







