كتاب وشعراء

على مَقام الرياح…..بقلم عزوز العيساوي

مازِلْنَا كما كنا
نُفَسِّرُ ألْغَازَ المَجَاز بالمَجاز،
وكل الأسماءِ تَقضِمُ حُرُوفَها،
تُعَلِّقُ مَعَانِيهَا على مِشْجَبِ الأقْنِعَةِ..
والألْقَابُ تفُكُّ أزْرَارَ رِيشِهَا
في حِضن السواحل،
لِنُمَيِّزَ بينَ النَّوَرَسِ والغُرَاب..
هاهنا ننحنِي كما يشتهينِا الوقتُ
لننْتَعِلَ الترابَ
المَحشُوَ من جُوعِهِ بشَرَاهَةِ الرُّفَاةِ،
كل كَتائبِ الخَيْلِ تُفرِغُ صهيلَهَا
في وَادٍ غَيرِ ذي زَرعٍ..
وهذه الطبول المُتخمةُ تبثُّ فزعهَا
في المسَامعِ الواجفَة..
وعلى حين غفلة،
نَسبحُ في بِركَةٍ من عَرق
لنَغسلَ إبطَ ليلِنا من ظُلمتِه،
نغرسُ حَفنةَ رياحٍ بإذنِ صحراءِ الوقت..
فتغفُو عيون الرمالِ
من حيث لا تعلم،
وقد جَفَّ الغمامُ إلى الأبد..
مازلنا كما أمسِ
نقَشِّرُ ما تَبَقَّى من جِلدِ الوقت،
وعلى عظمة باليةٍ
ننقُشُ أسماءنا وقصائدَ تحت أعينِ
ما تبقى من الموتى الراحلين..
نرسمُ ابتسامَةً فاترَة على الشفاه العاثرَة،
وبقيةَ عيونٍ وغيومٍ
هاربةٍ من قبضةِ شمسٍ عابرة ..
مازلنا يا رفيقتِي كما زمن مضى
نطرقُ بابَ الأمل،
نكسر أقفالَهُ ،
لعلنا نقطِفُ من كرمة الأزل فرحةً غافلَة،
مازلنا تحت وهج الأيام عراةً ،
نلبس قمصانًا من صخر،
وننسجُ للشمس قبعة من زهر
لعلنا نَنعم بفاكهَة الصبر..
مازلنا يا رفيقتِي نعبرُ شوارعَ العمر ،
باسم الوفاء لتاريخنَا المجيد
نرتب أسماء الهالكينَ في دولابٍ لا يصدأ
عقودًا من لآلئ لعيون قَرَّحتهَا دموع القهر
على صدر الفجر ..
ونحن كما الحزانَى والمُنهَكِين
نَجرُّ عربة الرفض من وادي الخضوع
وننتَعِلُ هذا التراب،
لنقاومَ غَضب الرمال،
لنَرى القطرات والزهراتِ تَتَمايلُ
في حضن الحقول الواعدة..
فنسقطُ الألقابَ والأقنعةُ الفاشلة
عن رؤوسِ الممثِّلِينَ و طَواويسِ الكلام..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى