فيس وتويتر

هاني الكنيسي يكتب :العلاقة الصامتة بين الأسد وحماس في الوثائق الإسرائيلية

يتداول الإعلام العبري بنهم صوراً ضوئية لما يزعم أنها وثائق حصلت عليها المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، من مخابئ حماس، تكشف عن تعاون الحركة السري مع الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.
ووفقا للرواية الإسرائيلية، فإن الرسائل المتبادلة ومحاضر الاجتماعات بين يحيى السنوار، وإسماعيل هنية، وكل من زعيم حزب الله الراحل حسن نصر الله، وقائد ‘فيلق القدس’ الإيراني سعيد إزادي (الذي قُتل مع بداية الهجمات الإسرائيلية على طهران في يونيو)، تُظهر أن حماس لم تقطع علاقتها مع الأسد وعملت على تجديدها بوساطة من حزب الله وإيران.
في رسالة بتاريخ يوليو 2022، موجّهة إلى إسماعيل هنية (رئيس المكتب السياسي للحركة آنذاك الذي اغتالته إسرائيل لاحقاً في قلب طهران)، كتب السنوار:”لم نقرر أبدا مقاطعة النظام السوري. لقد تركت قيادة الحركة سوريا في ذلك الوقت بدافع الضرورة، وعاملونا بأفضل طريقة ممكنة طوال الوقت”.
وأضاف السنوار أن القطيعة “العلنية” مع النظام السوري جاءت نتيجة “ضيق الوقت والظروف”، وليس بسبب تحفظات أيديولوجية. كما أوضح في الرسالة “الحاجة الاستراتيجية” لتعميق العلاقة مع دمشق من جديد، قائلا بالنص: “سوريا ساحة لا غنى عنها لنا كقاعدة لجوء ومساحة للبناء والانتشار، ومن خلالها سنتمكن من المشاركة في خطة مقاومة محور القدس”.
و بعد شهر من تلك الرسالة (المزعومة)، عُقد اجتماع رسمي بين كبار قادة حماس وحزب الله والحرس الثوري الإيراني. ووفقًا لمحضر الاجتماع، اتُخذ قرار بدعوة مسؤولين فلسطينيين إضافيين لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقة المتجددة. كما تكشف الوثيقة أنه تقرر عدم تغطية تلك الاجتماعات، في وسائل الإعلام.
وفي رسالته بتاريخ 22 سبتمبر، شكر هنية حسن نصر الله على توسطه في الاجتماع مع الأسد، واستغل الفرصة لنقل طلب إلى الرئيس السوري بالإفراج عن السجناء الفلسطينيين المعتقلين في سوريا، ليس كشرط، ولكن للحد من رد الفعل المحتمل ضد حماس بسبب التقارب مع نظام دمشق.
وفي وثيقة أخرى، يشن “شيخ مقرب من قيادة حماس” هجومًا عنيفًا على الدول العربية التي تنتقد علاقة الحركة مع الأسد، محذرا من أن معارضة المحور الإيراني ستؤدي إلى انهيار حماس: “يتوقعون أن تقف حماس ضد إيران في العراق، ضد بشار الأسد ونظامه في سوريا، ضد الحوثيين … هذا سقوط استراتيجي، إذا تم قبوله، لن ينتهي إلا بانهيار حماس”.
وفي تعليقهم على فحوي الوثائق المزعومة، قال مسؤولون في الاستخبارات الإسرائيلية إنها تثبت أن قادة حماس الذين غسلوا أيديهم علناً من فظائع النظام السوري السابق ضد المدنيين سابقاً، و احتفلوا بالإطاحة بالأسد في 8 ديسمبر 2024، في بياناتهم الرسمية، “كانوا في حقيقة الأمر يخشون من أن يؤدي سقوط الأسد إلى شل المحور الإيراني بأكمله، ولذلك عملوا بهدوء للحفاظ على دمشق كقاعدة خلفية حيوية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى