كتاب وشعراء

بين ذراعيها…. …بقلم أديبه حسيكه

بين
ذراعيها…. و الخيال سرب من الرغبة
رائحة بلاد تركض في الفراغ حتى الجنون
لا يكبحها نداء واسع من فم صحراء
تحت سقفها سرير لورطة
عاصفة……موسيقى…… قبلة… حرية
و
كذبة صغيرة.
.
و لأنها
هناك في الانتظار الأكثر توجساً تمضي في اللحظات الأقل قلقا ولأنها
تحب اقتسام الوجع تدرب صوتها على كلمة ( أحبك )
ليستريح قليلاً ظلها الراقد في المحطات
و على الخرائط الشاسعة يستغرقها الزمن بين القصص و الأسفار ، بين التذكر و المحو
.
للتي
تعبر بحيرة العطش وحيدة ثمة تلف بسيط في النص يتخثر على شكل صرخة، ثمة أزهار نائمة على صدرها كأحلام قتيلة
ثمة موعد يبحث عن حضن كي لا يتأخر.

تعليق واحد

  1. شاعرة متمسرة الأستاذة أديبه.

    تفتتح الشاعرة لوحتها بكلمات تحمل تناقضاً صارخاً، فبين ذراعي الشخصية المحورية يتشكل “سرب من الرغبة”، لكنه سرعان ما يتحول إلى “كذبة صغيرة”. هذا التذبذب بين الشوق والواقع المُر هو النغمة الأساسية التي يعزف عليها النص بأكمله. تشمُّ هنا “رائحة بلاد تركض في الفراغ حتى الجنون”، وكأن الوطن لم يعد مكاناً على الخريطة، بل أصبح شبحاً من الذكريات والروائح يطاردها الجنون، ولا يستطيع كبح جماحه حتى نداء الصحراء الواسع.

    وفي قلب هذه العاصفة من المشاعر، تبرز الشخصية الأنثوية التي تمضي في لحظات الانتظار التوجس، متشبثة بأشكال بسيطة من الحياة والكرامة. إنها تحاول أن تتعلم النطق بـ “أحببك” كطلسمٍ يمنح ظلها المُنهك قليلاً من الراحة في محطات التشرد والترحال. على الخرائط الشاسعة، يبتلعها الزمن في رحلة قاسية بين الحكايات والأسفار، بين محاولة التمسك بالذكريات والرغبة في محو الألم.

    ثم يتحول المشهد إلى بحيرة عطش، حيث تعبر المرأة وحيدة، ليظهر “تلف بسيط في النص” يتجسد على شكل صرخة صامتة. الأزهار التي يجب أن تكون رمزاً للحياة نائمة على صدرها “كأحلام قتيلة”. وفي وسط هذا اليأس، يبقى هناك موعدٌ ما، أملٌ ضئيل، يبحث عن حضن ليحتمي فيه كي لا يتأخر أكثر من ذلك. هذه الخاتمة الهشة تمنح القصيدة ومضة من الضوء، لكنها تبقى معلقة في فضاء من عدم اليقين، لتعكس بذلك حالة الملايين من السوريين بين ألم الماضي وأملٍ مستقبليٍّ لا يزال غامضاً.

    تقبلوا مروري بود مع الاحترام والتقدير

اترك رداً على بهيج حسن مسعود إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى