كتاب وشعراء
وَحْدي……بقلم بوعلام دخيسي

أجُرُّ قصيدتي خلفي وأمضي
لا أريد سوايَ
أو قُلْ إنَّني
أشكو كذلك وحدتي..
فيها أنا أيضًا
وإنّي مُثقلٌ بالذِّكرياتْ
فيها جميع الغائبينَ
إذا حضرتُ
فمَن يفرِّقُ بيننا؟!
مَنْ يستطيعُ الجمع بيني والفراغَ
فلا أرى نفسي
ولا أصغي لصوتي
حين تَنطِق في فمي
كلُّ اللغاتْ..!؟
وحدي
ومِنّي هاربٌ
وتريد مِنِّي لحظةً
لا وقتَ لي
لا شيءَ لي
لا ليلَ يعرفني
ولا نهارَ
ولا يدٌ لي حين أكتب ما قرأتَ
أنا فقطْ
أمشي وتَرسُم في التُّراب خطاي بعضًا مِن حديثٍ لمْ تُرَوِّضهُ شفاهي
فاختفى في الأرضِ
يَنتظر الشِّتاءَ
يُعيد رسمَ ربيعهِ
أملٌ يُطلُّ مِن الصَّميمِ
ولا تشاركه الجهاتْ
وحدي أنا
في كلِّ رَبْعٍ
ليس فيه سوى الغيابِ
ولا أنا أيضًا
فكيف أكونُ دوني
ثُمَّ أَشعُر بي
وكيف يَسُرُّني
خَبَرٌ
-وقد أُعطيتُ سِرَّ العيشِ-
أنْ:
وَلّى
وماتْ









