ثلاثة فصول من امرأة واحدة.. الشاعر: لِمين مساسط – الجزائر

-١-
ملامحي بعد غيابك
تشبه الأثاثَ القديم.
علاقتي معكِ
جعلتني أقدّر عشبَ الصباح،
وزخة المطر،
ورائحة التراب.
جعلتني أُحدّق في الأشياء
وأمنحها قيمةً مبالغًا فيها؛
فالدرس العميق
يأتي دائمًا من الأشياء التي نحب.
عندما نتورّط بمن نحبّ كثيرًا
نتعلّم كثيرًا…
ونلين كثيرًا.
وهذا ما جعلني أتمسّك بكِ
كقشّةٍ وسط فوضى عارمة،
وسط ضجيجٍ لا ينتهي.
هل يكفي أنّني أقدّرك؟
أم يجب أن يكون ظهوري إلى جانبك
يشبه الهطول الذي تقتات منه الأرض؟
-٢-
لا تجعليني أتدحرج
ككتلة لحمٍ باردة.
عندما أحببتُك
منحتكِ كلَّ مشاجبي
لتعلّقي فيها ظنونكِ،
أحزانكِ،
أفراحكِ،
أسراركِ،
وفواتيركِ التي لم تُدفع،
وحتّى أخطاؤكِ الصبيانية.
كنتُ أريد أن أكون
أريكةً ترتاحين عليها،
وحَمّامًا دافئًا
يغسل عنكِ ثقل الأيام.
فعلتُ كل هذا
ولم أرِد شيئًا بالمقابل.
ولا حتى ابتسامة…
لم أطلبها يومًا.
-٣-
حينَ ترغبينَ بالنوم،
أو بالبكاء،
بالندمِ أو بالضحك،
وحينَ تحاولينَ فعلَ أيِّ شيء
– سخيفاً كان أو عظيماً –
لا تتملَّقي يوماً
ارفعي وجهكِ
كخيزرانةٍ في الريح.
العالم كلّه
لا يستطيعُ الوقوفَ أمامَ امرأةٍ صادقة،
امرأةٍ لا تمنحُ الفرص..
انفجري…
وستزهرين
لِمين مساسط – الجزائر







