رؤي ومقالات

د. فيروز الولي تكتب:دم الطفل… صرخة ضمير في وجه الدولة

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

المشهد الأول: الصرخة المفقودة
في شارع ضيق، حيث تصمت الجدران أمام صرخات الأب، جلس الأخير يحاول فهم كيف لم يعد القانون قادرًا على حماية طفله.
ضحك الطفولة تحول إلى صراخ، ثم إلى صمت قاتل.
كل خطوة في الشارع، كل ظل، يذكّره بأن المجرم يتجول بحرية، محميًا بسلاح الدولة ومرافقين، وأن دم طفله أصبح مجرد رقم في سجلات مهملة.
الطفل (في خياله الأخير): “بابا… لماذا لا يأتي أحد؟”
الأب: “لا أعرف… لا أحد يسمعنا… لا أحد.”
المشهد الثاني: صمت الدولة
أوامر القبض، التحقيقات، الاستدعاءات… كلها مجرد ورق يُرمى في سلة المهملات.
الدولة التي يُفترض أن تحمي أصبحت حائطًا صامتًا يرفع الغطاء عن المجرمين.
كل لحظة صمت، كل تبرير، كل إغماض عين… هو شراكة في الجريمة.
الأب يصرخ: “هل تستطيعون أن تظلوا صامتين؟ هل تستطيعون أن تضحكوا وأنتم تعرفون أن دم طفلي يُستباح؟”
الشارع صامت، والمارة يمرّون وكأن شيئًا لم يحدث.
المشهد الثالث: القاتل الذي يبتسم
القاتل يمشي بثقة، ضاحكًا بلا خوف، متباهٍ بأن القانون والدولة في جيبه.
كل براءة تُستباح، كل دم يُراق… يُضاف إلى سجل صمت المجتمع ونفاقه.
الأب: “لا… هذا لا يمكن… هل هذا ما أصبحنا عليه؟”
الدماء هنا لا تُنسى، والضمير يموت ببطء أمام مشهد الحماية المزيفة للمجرمين.
المشهد الرابع: صرخة الضمير
أنا الطفل الذي لم يعد موجودًا… صرختي تُكتب الآن لتصل لكل من يسمع.
كفى نفاقًا.
كفى صمتًا.
اصحوا… فالظلم ظلمات، وكل دم مظلوم يصرخ في وجه كل من ساهم في صمته، مباشرة أو غير مباشرة.
إذا لم يتحرك الشرفاء، إذا لم يُحرك الضمير، فإن القادم سيكون أكثر رعبًا، أكثر قسوة، وأكثر ألمًا… ولن يبقى أحد بأمان.
هذه ليست رواية، ليست خيالًا… هذه حقيقة يعيشها الأب، الطفل، والمجتمع يوميًا.
المشهد الخامس: رسالة للأحياء
كل شخص يغمض عينيه، كل من يبرّر، كل من يسمح للفساد أن يمر… يكتب على يديه دماء الأبرياء.
المدينة صامتة، الجدران لا تجيب، والفساد يبتسم في وجوهنا جميعًا.
لكن صرخة الطفل لا يمكن تجاهلها، والضمير، مهما حاول القاتل قتله، سيظل حيًا في قلب كل شريف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock