وَحْدَكَ ستشْكُو لِلَّيل….بقلم هنادي الوزير

وَحْدَكَ ستشْكُو لِلَّيل
كانت هذه آخر فِكرَة تتقلَّبُ في عَقْلي
كَرَجُلٍ وَحِيدٍ فِي فِرَاشِه اِنْتَابَهُ الْأَرَق
وَحْدَكَ سَتفْعلها حَتْمًا
ستتخَلَّى عنها
فَتُصْبِحُ وحدها
وتُصْبِحُ وَحْدَك
هِيَ أَقْوَى
ووحْدكَ فقط سَتَكْرَهُ اللَّيل
رغْمَ ضَآلَةِ حَجْمِي
لا أَخْشَى أَنْ أَتلقى صفعاتك
هكذا سأَصير أقوَى
تصفَعُنِي فَأَسْقُطُ أَرضًا
أَمْتَص الْبَرْدَ من صُلْب الْبَلَاط
أقْوَى أَكْثَر
وَأَقِفُ لِأتحدَّاكْ
يَقِفُ أَبْنَاءُ وَطَنِي أَمَام الدبابات
فَهَلْ سَأَخْشَاكْ ؟؟
هكذا تحدَّثَتْ فَتَاة حاولَ زوْج أُمها اِغْتِصَابها في عُمْرِ الثَّامِنة
” أَنَا الآن في التَّاسِعة وَالْعشْرِين
أَنْتقم بأُنُوثتي كلَّمَا لَزِمَ الْأَمْر
أُشْعِلُ النَّارَ وأرْقُص حولها كالهنود عندما يحْتفلونَ بصيْدٍ ثَمِين
أعْبَثُ بالْعقول الّتي تشبه الصَّلْصَال
أَصْنَعُ منها قواربَ وأَحذية وقُبَّعات ملونة
أَسْتَعِيدُ مشهد الذئب والفريسة كلما اِلْتقطَ أنْفي رائحة ذَكَرٍ يَحُومُ حولي
أُدَرِّبُ أَظافري كي تَصْنَع جروحا غائرة
” كيف تغْرِي فتاة في الثّامنة رَجُلًا في الثلاثين!!!”
الكوابِيس لوحاتٌ سَوْدَاء
هكذا أُفَسِّرُها بينما يَسْتَعْصِي ذلك على الجميع
الخطوط طرقٌ تبدأُ مِنْ كَتِفي وتنتهي عند مِعْصَمِي..
كَعْبِي العالي يَصْنع عِدَّةَ ثقوب حمراء كَإِنْذَار
يَسِيلُ اللّون كلعاب الصياد عندما يَرى الفريسة
يَذُوبُ اللونان معا أحمر وأسود فيتَسَرَّب إِلى عقلي رِدَاء ليلي ولون فِرَاء الذِّئْب
السَّطْر أُفُق مُمْتد
يُرِيحُ عَيْني
أغفو قليلاً بين قوسين مُغْلقين ( )
(هكذا لن يَقْترب الْعَدُو)
أَسْتَرْسِلُ بعد الفاصلة،
وعندما أَبْني الْحَوَاجِزَ
أَصْمُتُ بعد النقطة
في السطر الأخير.









