كتاب وشعراء

لليلة أخرى …….بقلم لورا عبيد

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

لليلة أخرى ..
تمسكني الحمى من قبضة روحي
تقصيني إلى مدينة
لا تتهجأ الأسماء
لا تعرف أن تقرأ الوجوه
في الشارع الممطوط على طول الليل
تتناحر أنوار الرصيف الصفراء
على مساحة هذيان السكون
النوافذ عيون
بعضها يغط ..
بعضها يدعي الحياة
و عجوز يتدلى من حافة عمره
يلقي فتات يده للقطط الشريدة
نباح كلبه المتقطع
لا يقطع طوق الصمت
في الحانة الجرباء
تعربد أغنية قديمة
غنتها يوما حورية على شاطئ اغريقي
عازف الكمان الذي أضاع أصابعه
يحشو أذنيه بأعقاب السكائر
و يضرب الطبل بحذاءه المهترئ
يجفل و يهرب الهواء
كل اللذين مروا من هنا بالأمس
يجلسون الآن
عند القطب الآخر للقهر
يستلون قهقهاتهم و يشحذونها
لتتناسب و قسوة خيباتهم
و يتبارزون
وأنا هنا أتلمس جبيني
يتصبب جمرا .. و أتساءل
من سرق الأشجار ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock