الفقد العظيم……بقلم سما أحمد

الفقد العظيم…
أيها الحبيب المغيَّب،
ألم يخبرك أحدٌ أن بعض الموت خيانة؟
نعم… خيانة.
خيانةٌ للطريق الذي بدأناه معًا، وأكملتُه وحدي.
خيانةٌ للبيت الذي تَصدَّع قبل أن يكتمل.
للبنتِ التي لم تتزوج،
والولدِ الذي لم يشتدَّ عوده،
والصغيرةِ التي لم تشِب.
خيانةٌ للأحلام التي وُلِدت وماتت دون أن تتنفس.
أيها الحبيب المغيَّب،
كم كان موتك هادئًا مثلك…
أبيضَ مثل قلبك.
جاء هكذا، خاطفًا كقطعِ السلك،
بلا أسباب، ولا مقدمات،
ودون صراخ، ولا حتى عويل.
ما زلتُ أكتم صراخي وعويلي،
ولو أطلقتُه لوسِع العالم.
أيّامٌ طويلة، وليالٍ أطول…
سنواتٌ تجرُّ سنوات،
ولا عزاء لي سوى أن بذورك النقية
صارت جذورًا ثابتةً، وأغصانًا وارفـة.
أحيا في ظلالها، وأستمتع بثمارها.
وها أنا قابَ قوسٍ واحدٍ أن أكمل رسالتك…
فَلْترقد مطمئنًّا، قَرِيرَ العين،
أيها الغائبُ الذي… لم يغب أبدا…








