الَّذِينَ يُطلِقونَ سَراحَ الخَيالِ…..بقلم بثينة هرماسي

الَّذِينَ يُطلِقونَ سَراحَ الخَيالِ
مِن زَرائِبِ النَّصِّ،
هُم وَحدَهُم مَن يَنسِلونَ
خارِجَ جَيْبِ الضِّيقِ.
الَّذِينَ يُعَدِّلونَ قامَتَهُم
عَلى قَهقَهَاتِ العَبَثِ،
هُم وَحدَهُم مَن يَقلِبونَ المَصائِرَ
وَيَلْوونَ عُنُقَها.
الَّذِينَ يَرشُّونَ مِلْحَهُم في جُرحِ اللُّغَةِ،
هُم وَحدَهُم مَن يُؤهِّلونَ
لِلمَعنى فُسحَةً،
وَلِلمَجازِ قَميصًا.
الَّذِينَ يَسرِقونَ الضَّوءَ
مِن مَناجِمِ العَتْمَةِ،
هُم وَحدَهُم مَن يُنقِذونَ الظِّلَّ
مِن دَهسَةِ المُرتَحِلِ.
الَّذِينَ يَقطِفونَ اللَّيلَ
تُفّاحَةً سَوداءَ،
وَيَحفِرونَ في لُبِّها سَريرًا لِلقَصيدَةِ،
هُم وَحدَهُم مَن يُنقِذونَ السِّيرَة
مِن هَشاشَةِ الفَواصِلِ
وَحَبْكَةِ النُّقَطِ.
الَّذِينَ يَكتُبونَكِ بِمَسافَةِ المُغادِرِ،
هُم وَحدَهُم مَن يَملَأونَ فَراغَكِ بِحَذافيرِهِ.








