“تذْكرَةٌ منْسيَّةٌ.. في مِعْطَفِ الرّيح/ بقلم الأنيق/ وسيم الزبيري – اليمن

─
“تذْكرَةٌ منْسيَّةٌ.. في مِعْطَفِ الرّيح”
١
قُصِّي ضفَائِرَ صمْتِنا.. وتكَلَّمي
يا آخِرَ الكَلِماتِ في فَمِ العَدَمِ..
يا رقْصَةَ الأقدارِ
حينَ رَوَتْ لنَا أُسطورةَ التَفاحِ..
ثُمَّ سَقَتْ دَمي..
سُمَّ الخُروجِ مِنَ الجِنانِ إِلى النَّدَمِ..!
أَنا واقِفٌ..
مُنذُ احْتِضارِ الضَوءِ فَوقَ الأَرصِفَةْ..
مُتَلَبِّسٌ بِالخَوفِ..
مُتَّهَمٌ بِتُهْمَةِ عَاطِفَةْ..!
في جيبِ مِعْطَفِيَ القَديمِ…
رَسائلٌ تَحتاجُ فَكَّ التَمْتَمَةْ..
وبَقايا
خُبْزٍ يابِسٍ..
وأَنينُ أَخْيِلَةٍ تَشِيخُ..
وجُمْجُمَةْ..!
٢
مُرِّي على عَبَثِي.. يَقِينًا مُسْتَحِيلْ
لا تَعْبَئي بِجَفَافِ هَذا العُمْرِ..
أَو بِمَدِينَةٍ
مَاتَتْ..
وَمَاتَ بِهَا الدَّلِيلْ..
فَأَنا وأَنْتِ..
على حَوافِ الهاوِيَةْ..
نَمْشِي بِلَا قَدَمٍ..
وَنَصْنَعُ أَلْفَ مِيلْ..!
ما عادَ يُغْرينا الوُصولُ..
ولا البُكاءُ على الطَلَلْ..
فَلَقَدْ كَبرنا يا صَديقةُ..
فَوقَ أَجْنِحَةِ المَلَلْ..
وَتَكَسَّرَتْ فينا النَواعيرُ التي..
كَانَتْ تَدورُ بِدونِ كَلَلْ..
صِرنا نُخَبِّئُ دَمعَنا في قَهوةٍ..
سَوداءَ..
مُرَّةَ..
مِثلَ أَيَّامِ الدُوَلْ..
نَرْتَاحُ لِلَّونِ الرَّمَادِيِّ المُحَايِدِ..
كي نُداريَ.. مَا حَصَلْ..!
٣
يا أنتِ..
يا متحفَ اللُّوفرِ المُسَيَّجَ بِالخَطَرْ..
منْ ذَا يُصَدِّقُ أَنَّنا..
بَشَرٌ مِنَ اللَّحمِ المُعَذَّبِ..
والمَطَرْ..؟
منْ ذَا يُصَدِّقُ أَنَّنا..
كُنَّا نُهَرِّبُ في الحَقائبِ..
خزامى الشَامِ..
أَو قُبَلاً لِأَطفالِ الحِجارَةِ..
والقَدَرْ..؟
اليَومَ..
تَبْحَثُ عَن مَلامِحِنا
المَرايا.. فَلا نُرى
صِرنا شُخوصًا مِنْ زُجاجٍ..
أَو صَدىً..
يَمشي عَلى وجَعِ القُرى..
لا نَجْمَةُ الرُّعْيَانِ تَعرِفُ وجْهَنا
كَلَّا..
ولا ظِلُّ المَنَازِلِ في الثَرى..
٤
هَاتِي يَدَيكِ..
لِنَصنَعَ المِجْدافَ مِنْ خَشَبِ الحُطامْ..
ونَشُقَّ هَذا البَحرَ..
نَحوَ مَدينةٍ..
لمْ يَغْتَصِبْها الانهِزامْ..
مَدينةٍ..
لا تَقْرَأُ النعيَ المُعَلَّقَ في الصباحْ..
لا تَعرِفُ الأَخبارَ..
أَو أَخْبارَ دَمْ..
مَدينةٍ..
فيها الكَمَنجَةُ.. لا الرَّصاصَةُ..
هِيَ الحَكَمْ..!
سَنَموتُ مِنْ أَجلِ الحَياةِ..
وليسَ مِنْ أَجلِ الشِعاراتِ البَليدَةْ..
سَنَموتُ..
كي نَحيا نُوتَةً في أُغْنيَةْ..
أَو فِكْرَةً..
في بَيْتِ شِعرٍ.. أَوْ قَصيدَةْ..!
فَتَجَمَّلي..
يَا آخِرَ امْرَأَةٍ سَتَعْبُرُ ها هُنا..
مِنْ فَوقِ أَجْسادِ العَنا..
كُوني قِيَامَتَنا الأَخِيرَةَ..
واخْلَعي عَنَّا الكَفَنْ..
فَلَرُبَّما..
من بعدِ هذا.. نَلْتَقي..
ولَرُبَّما..
نَنْجو قَليلاً.. مِنْ مَطَبَّاتِ الزَمَنْ..!
❝ وسيم الزبيري ❞









