قلب له ماضي/ بقلم الكاتبة / هدي فؤاد عبد الحفيظ البلد / مصر


إرتدي ثوب الملاك وعاد علي استيحاء يطلب ود مات منذ سنوات ، لا يدري أن تلك الطفلة تعلمت الدرس ، حين وجدت قلبي ينكسر علي يديه ، تلك الصدمة التي أطاحت بهذا الحب إلي سراديب النسيان ، حين اقتلعت عشقه المجنون من جذوره ، وحين صار قلبي أرض قاحلة ، أغلقت باب قلبي في وجه أكله الزيف ، جاء يخاطب قلبي بإسم الحب والعهود فلم يجد تلك الطفلة البلهاء الذي سرق سكينة قلبها وجعلها تواجه الموت بلا سلاح ، كل ما تملكه احساس ضائع وروح هائمة ، عذرا من أنت ؟ هكذا كان ردي كيف يعود القاتل لمغازلة ضحيته ؟ كيف تجرؤ علي عودة أنانيتك تمحو الأمل وتسكن آلالام في جسد واهن ، إن الخطيئة لا ألوان لها ، هي سوداء مخيفة تزرع الظلام وتخطف نور القلوب وتترك جرحاً غائراً يترك ندبة لا تزول مع الأيام فجاءت كلماتها تمحي كبرياء قلب له ماضي ، تجرد من رجولته ، وقالت له وفي عينيها كبرياء لم يعهده من قبل :
اليوم تحررت منك مسحت جميع رسائلك ومحوت ملامحك ونسيت صوتك بإرادتي ، بقرار مني جعلت منك ماضي لن يعود ، طعنت قلبي بيدي وكان الدواء نسيانك ، فقدت ذاكرتي حتي لا أعود إليك ، احتضن الموت ولا أنطق اسمك مرة أخري ، لن أسكن قلب يحلم بأخري ، ولن أعيش في ظلك … لا أدري متي تحول عشقي المتيم بك إلي شفقة عليك ؟كيف وقعت من نظري؟ تبدلت المحبة إلي كره ، هل تدري أن قلبي بكي حين أعترف أنه كره وجودك؟
يا ليتك غريب !إنه يستطيع أن يدك حصون قلبي الصغير ويكون له عاشقاً ، أما أنت فعشقك محرم ووجودك خطيئة ، إن كانت حياتي بيدك لقطعت شراييني وأتحرر من قبضة يدك القاسية ، ، إن وجهك الحقيقي يخيفني ، لا أريدك حتي لو انشقت السماء ونزل وحي يتوسل عودتك ، إن هلاكي محتم في وجودك ، أنفاسي تتلوي في قربك ، ووجودك يخنقني ، أنت في عيني ميت ولو جعلت لي قلبك مصباحاً رأيته في عيني قبر ، يدور الزمان ويخوض قلبي معركة النسيان ، أن أبيعك بيدي بلا ثمن ، حتي تبرد نيران قلبي التي أشعلتها دون أن تسيل منك دمعة حزن ، لا أكن لك شعوراً ولا افسح لك مكاناً في حياتي ، كالدخان يطير من حولي ولا أراه ، ظننت أنني في قلب رجل ولكن وجدتني في حضن ذئب ينتظر فريسته ، إن الفراق جاء علي هيئة أغنية حزينة مرت علي قلب مخدوع يصرخ من الحسرة ، لن أكون دواء لداء لعين جعل منك رجل مهزوز يطارد النساء حتي يملأ خزائن رجولته ، متي يستقيم عقلك ؟ ما أراه أمامي وحش يحصل علي قوته من كسرة الروح وطعنات الغدر ، إن الاقتراب منك لعنة ، قلبي لم يعد بريئا يستطيع أن يكسر قلبك، تعلمت منك القسوة والهجران والأن كذبك محي ما تبقي لك بداخلي وكأنك مرض عضال أصاب جسدي ، حين يموت الإحساس لا تسأل عن الحب المذبوح فقد جعلت قلبي يهذي كالمجنون في طرقات الغرام وحيداً ، يبحث عن حضنك الذي تملأه الأشواك، ولكن حين رأيتها تتلاعب بك سكن حزني وربط علي قلبي الحزين ، أريدك مهزوما ً… جريحاً ، لقد أصبحت دموعك مطراً يغسل خذلاني ، ما بيني وبينك جبال من وهم شيدتها في خيالي حتي لا أعود حين تتلون عينيك بلون الغرام حتي أستسلم لك ولكن ما بدي لي عين ذئب تفوح الخيانة منه ، سيأتي اليوم وتطلب مني أن أكرهك في العلن ، ولكن ما تريده لن يكون ، لا شعور بيني وبينك ولو القدر جمعني بك ، أجعل من القدر طريق بلا عودة.









