تاريخ العرب

إستشهاد الخليفة العباسي أحمد المستنصر بالله…..بقلم تامر الزغاري

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

أول الخلفاء العباسيين بمصر، السجن سبب إنقاذه من التتار، قاد الجيش لتحرير بغداد من التتار فاستشهد
ومن المعلوم أن الكثير من الخلفاء العباسيين قادوا الجيوش بأنفسهم، فقد كانوا أهل الجيوش وليس القصور، واستشهدوا عدد منهم في سبيل الله ولرفع مكانة الأمة.

وقد كان استشهاد الخليفة العباسي الثامن والثلاثون احمد المستنصر بالله “الخليفة الاسود”.

وكان ذلك في 03 محرم 660 هجري

الموافق في تاريخ 1261/11/28 م.

هو أبو القاسم أحمد بن الخليفة محمد الظاهر أول الخلفاء العباسيين في القاهرة وقد امتدت فترة خلافتة بضعة شهور فقط سنة 1261 م، وعرف بالخليفة الأسود لبشرته السوداء لأن أمه كانت زنجية.


تولي الخلافة.


بعد أن قام التتار بقتل الخليفة الشهيد عبد الله المستعصم بالله أخر الخلفاء العباسيين في بغداد، وكان المستنصر بالله مسجونا في سجن بغداد فقام السجانون بفتح السجون وهرب المستنصر ولم يعرف التتار بأنه أمير عباسي، ليكون السجن سبب إنقاذ حياته، حيث كان التتار يقتلون الأمراء العباسيين.

وذهب إلى عرب خفاجة في العراق واختفى عندهم مدة، وبقيت الخلافة شاغرة ثلاث سنين ونصف تقريبا إلى وصل المستنصر بالله الي مصر وكان ذلك في فترة حكم السلطان الظاهر بيبرس.

و عقد له الملك الظاهر مجلساً حضره جماعة من العلماء منهم الشيخ عز الدين بن عبد السلام شيخ الشافعية وقاضي قضاة مصر في ذلك الحين تاج الدين ابن بنت الأعز الشافعي. أثبت ابن بنت الأعز نسبه ثم بايعه الملك الظاهر بالخلافة.

قال الذهبي: ولم يل الخلافة أحد بعد ابن أخيه إلا هذا والمقتفي


حفل التنصيب


وركب المستنصر بالله والسلطان يوم الاثنين رابع شعبان إلى الخيمة وحضر القضاة والأمراء والوزير فألبس الخليفة السلطان الخلعة بيده وطوقه ونصب منبر فصعد عليه فخر الدين ابن لقمان فقرأ التقليد ثم ركب السلطان بالخلعة ودخل من باب النصر وزينت القاهرة وحمل الصاحب التقليد على رأسه راكباً والأمراء مشاة.
وكان للخليفة أتابكاً واستاداراً وشرابياً وخازنداراً وحاجباً وكاتباً وعين له خزانة وجملة مماليك ومائة فرس وثلاثين بغلاً وعشرة قطارات جمال إلى أمثال ذلك.


ظهور منافس له


كان في حلب خليفة عباسي آخر وهو أحمد الحاكم بالله بايعه صاحب حلب الأمير شمس الدين أقوش وخطب له ونقش اسمه على الدراهم، وكان قد بايعه سابقا السلطان المملوكي المظفر قطز، فذهب إليه الخليفة احمد المستنصر وإلتقيا وتصالحا، وتنازل أحمد الحاكم وضم جيشه لجيش الخليفة أحمد المستنصر بالله.


إستشهاده


عزم الخليفة المستنصر على التوجه إلى العراق لتحريرها وتحرير بغداد عاصمة أجداده، فخرج معه السلطان يشيعه إلى أن دخلوا دمشق، وعاد السلطان بيبرس إلى القاهرة، وبقي مع الخليفة المستنصر أولاد صاحب الموصل وأحمد الحاكم وعدد من ملوك الشرق وصاحب سنجار، ثم سار إلى العراق وانتصر على التتار وفتح الحديثة ثم فتح هيت.
ثم واجه جيشا من التتار ووقعت المعركة والتي إنتهت بانتصار جيش التتار ومقتل الخليفة أحمد المستنصر ونجى عدد قليل من الجيش العباسي ومنهم أحمد الحاكم والذي تولى الخلافة من بعده.
فكانت خلافة المستنصر أقل من ستة أشهر.
**** المصادر:
1) تاريخ الخلفاء، السيوطي
2) البداية والنهاية، ابن كثير
3) بدائع الزهور في وقائع الدهور، ابن إياس
4) سير أعلام النبلاء، الذهبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock