نجمٍ هاربٍ ……بقلم أماني الوزير

على حافةِ نجمٍ هاربٍ من جحيمِ العالم،
دقّاتُ قلبٍ تحملُ أسماءَ الغائبين،
هي بمثابةِ جنازاتٍ صغيرة
تُقامُ ليلًا في أروقةِ الذاكرة.
تعالَ أُخبرك سرًّا
عن النهرِ حين يُضاجِعُ الزنابقَ فوق صفحةِ الأزرق،
عن عيونِ صبيةٍ غارقةٍ في الحزن
لها ملامحُ الحورِ وشفافيةُ البلّور، تداعبُ ظلك في المدى
فترى انعكاسَك يضحك على سطحِ البحيرة.
في قلبي مئذنةٌ
يصدحُ فيها أذانُ الروح
كلما هوت أصابعي على صدرك في صورةٍ متخيّلة،
وأنا التائبةُ عن الاعترافِ بحدودِ الظلّ
وعن شراهةِ شهيقٍ يتوسّلُ نهايةَ الرغبة.
أتكاثرُ بالشروخ،
ألعنُ الحظّ العسر كلما باغتني ظلُّك
في أبياتٍ مشرّدةٍ
لا وزنَ لها…
كلاجئةٍ على حدودٍ عربيةٍ
ترى الوطنَ يلمعُ رغمَ الأسلاكِ الشائكة،
والدباباتِ، وعرباتِ الإطفاءِ، عند هشيمِ الخيام…
تهمس، نشيدَ البلاد القديم:
“سجّل… أنا عربي.”
لأصابعي أرحامٌ
تلدُ من عقداتها القصائد،
للسبّابة سرٌّ لا يدركه إلا المجازُ،
وبين الخنصر والبنصر
علاقةٌ محرّمة،
وللإبهام وحده الشريعةُ كاملة
حينَ تتكفّلُ بها خطوطُ يدي
في بصمةٍ زرقاء على أوراقي الثبوتية.
في الأفق غيماتٌ
أثداؤها تجهشُ بالبكاء
قبيلَ المغيبِ بدمعتين،
في دولةٍ لم ينجُ منها أحد…
كأنها تبعثُ من أنقاضها
تخلعُ عباءةَ ركامها عن كتفيها ببطء
فتلمع أطلالها… في عيونِ الشمس.









