كتاب وشعراء
جهة أخرى من النجاة .. زكريا شيخ أحمد / سوربا
أنا لا أعرف لماذا
كلّما رفعتُ رأسي إلى السماء
شعرتُ أنني أقرأ نفسي
على صفحةٍ من الضوء.
الليلُ ليس ظلاماً ،
إنه المكان الوحيد
الذي تتجرأ فيه الأرواح
أن تتكلّم دون أن يسمعها أحد.
النجوم؟
ليست بعيدة كما نظن،
نحن الذين أصبحنا بعيدين
عن أنفسنا.
الأرضُ تتنهد
و الأشجار ترمش
و الجبال تغمض عيونها
كلما مرّت حربٌ جديدة
على خاصرتها.
و البحر…
يا للبحر.
يمدّ جسده الأزرق
ليحمل ما سقط منا
حين عجزت اليابسة
عن تضميد جراحنا.
أنا أعرف أن الكون كبير،
لكنّي أعرف أيضاً
أنّ أكبر الأشياء
تسكن في أصغر الأماكن
قلبٌ واحد…
عينان فقط…
و جملةٌ وحيدة
تعيد ترتيب الفوضى كلها.
أكتبُ الآن
لأعيد نَفَسي إلى صدري،
و لأثبت
أننا لم نمت تماماً بعد
و أنّ الكلمات
ما زالت قادرة
على حمل إنسانٍ
إلى جهةٍ أخرى من النجاة.









