كتاب وشعراء

وجع وشوق /للكتابة/وعد محمد//مصر

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

” احببتك في غربتي”
يا كيان…
كيف أصف لكِ اشتياقي؟
لقد اشتاق شوقي نفسه إلى شوقك…
اشتقتكِ كما اشتاق نبيّنا محمد ﷺ لسيّدتنا خديجة رضي الله عنها،
وكما يشتاق البحرُ لمائه إن ابتعد عنه لحظة.

وكيف أصف لكِ يا كيان تلك الغربة المتوحشة؟
غربةٌ يبتلعني فيها البعض،
ويمدّ لي آخرون يدًا تنقذني،
ويتربّص بي من يُريد استغلال تعبي ووحدتي…

أما بُعدك عني…
فيهدم في داخلي أشياء كثيرة،
لكنني أتمسّك بالطريق إليك
كي تعودي يومًا ملكة لقلبي،
وأعود أنا وطنًا دافئًا لروحك.

لا أستطيع أن أُخفي أن المسافات
زادت من اشتعالي شوقًا لكِ…
وزادت حبي لكِ عمقًا واتّساعًا.

أخاف أن أكون تأخّرت عن لحظات
كان يجب أن أعيشها بقربك…
ولكن اعلمي…
أنني ما زلت أحبك،
وقد أحببتك أكثر مما كنت أحبك.

لم أعد أقول “أحبك” فقط،
بل أتنفّس باسمك،
وأحيا بحروفك،
وأشتاق لضمّك…
أشتاق لحضنٍ يطفئ كل هذا الألم.

يا كيان…
هناك أمر آخر لا يفارق بالي…
صديقتكِ هالة.

تلك الطفلة التي أُجبرت على الزواج
من رجلٍ يكبرها بعشرين عامًا…
قولي لي: كيف حالها؟
كيف تعيش وهي لا تعرف معنى الزواج ولا معنى الحب؟
أخاف عليها كما يخاف الأخ على أخته…
لا أكثر.

كم كانت مظلومة!
لماذا يبيع الأهل طفولتهم من أجل المال؟
هل كانت أحلامها رخيصة إلى هذا الحد؟

أتمنّى لو كنت قادرًا أن أنقذ مستقبلها،
لكنني كنت عاجزًا لا أملك إلا الدعاء.

كيف ماتت يا كيان؟
وما ذنب ذلك الطفل الصغير
الذي سيعيش حياة لم يخترها؟

كيف لِطفلة لم تفهم بعد معنى الطفولة
أن تُنجب طفلاً يُلقى به في نفس الدوامة؟
كيف تصبح أمًا
وهي ما زالت ترتجف كلما نادتها الحياة باسمها؟ذاك الفستان الأبيض…
الذي ظنّته يومًا حلمًا جميلًا،
تحوّل إلى حكم إعدام قبل أن تفهم حتى اسمه.قساةٌ هم…
لم يفهموا دمعتها،لم يسمعوا صرختها،وأطفأوا آخر شمعة في قلبها الطفولي.
ماتت هالة لأنهم لم يمنحوها حق أن تحلم،ولم يتركوا لها فرصة أن تكبر بسلام…تُرى…هل رحلتمرتاحة؟
أم ما زالت وحيدة حتى بعدالموت؟
الم قلبي عليها يا كيان…
وعلى كل طفلة تُقتل أحلامها
باسم العادات والمال والجهل.

━━━━━━━━━━
خاتمة غيث
وها أنا…أكتب إليكِ من غربة لا يهدأ فيها قلبي،ومن شوقٍ لا يعرف نهاية…
أعدكِ أن أعود،وأعدكِ أن تبقى يدكِ في يدي مهما طال الطريق.
لكِ وحدك يا كيان…نبض قلبي،وكل ما تبقى مني.

— غيث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock