رؤي ومقالات

أحمد مسعد قاسم يكتب :يوسف ليس الأول ولن يكون الأخير

إنها ليست قصة انتهاء حياة لاعب واعد بمأساة درامية..

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

طبعا موقن ونؤمن أن الأعمار بيد الله وأن لكل أجل كتاب وأنه تعددت الأسباب والموت واحد ، فلسنا بحاجة لمن يذكرنا بثوابتنا الإيمانية. مؤمنون دائما بالله بالقدر بالنصيب. إنما لم ولن نؤمن أن الكارثة عندما تحدث بسبب إهمال أو تقصير أو تهاون أو لامبالاة أو تكاسل فعلينا أن نصمت ولا نناقش ولا نبحث عن السبب.
اليوم مع مأساة السباح يوسف رحمه الله وصبر قلب أمه الملكومة تلك الماساة حدثت في ستاد القاهرة وفي بطولة ينظمها الاتحاد نفسه نحن لانناقش أسباب الوفاة انما نطالب بحق يوسف، نطالب بالمحاسبة والعقاب للجاني الحقيقي.
نطالب بل ونلح في المطالبة هذه المرة بكشف كل مهمل ومقصر فطالما مرت كل كارثة دون حساب وعقاب سيبقي الوضع علي ماهو عليه ويكون رد السادة و السيدات أصحاب النفوذ من نجوم المجتمع أنه القضاء والقدر ونبدأ كلمات التأبين التى عهدناها و الرثاء التي صمت آذاننا ولا مانع من صور ذهاب نجوم المجتمع لتقديم العزاء و المواساة لأهل الفقيد استمرارا للشو المقيت المعتاد والوجاهة الاجتماعية لزوم التسييط و النجومية.. بينما يبقي الجرح غائرا في قلوب الاب والام والاهل والاصحاب وقلب كل اب وام يخشي علي ابنه وبنته نفس مصير يوسف . ويبقي صمت الجبناء ممن يبحثون عن مصالحهم بانانية خوفا من انقلاب ذوي النفوذ عليهم و عقابهم في أولادهم وحرمانهم من المشاركة في البطولات لأنهم تجاوزوا الخط الاحمر وانتقدوا السادة أصحاب الأمر والنهي والقرار.
الحساب هنا يبدأ من رأس المنظومة أى من رئيس اتحاد اللعبة نفسه بحكم مسؤوليته التضامنية عن كل شؤون اللعبة… مرورا بالسادة أعضاء الاتحاد، الحساب أيضا لابد أن يشمل اللجنة المنظمة لتلك البطولة بكل عناصرها من اداريين و مدربين وميقاتيين وحكام واطباء ومسعفين..
ولا بد أن تمتد المسألة إلي هيئة الاستاد مكان إقامة البطولة، لايمكن تخيل وتصور إقامة بطولة تضم هذا العدد الهائل من المتنافسين في حمام يمتلئ بعشرات حول الحمام ممن لهم دور أو بلا دور ودون تجهيز مسعفين بادوات الاسعاف اللازمة..
أين كان حكم أو حكمة تلك الحارة التي بدأ فيها يوسف ولم يصل نهايتها ؟؟؟
أين كان مدرب يوسف نفسه في النادي الذي يلعب فيه ؟؟؟
هل بالفعل كما سمعنا بقي يوسف تحت الماء بين السباق الخاص به و السباق التالي عشر دقائق حتي اكتشف متسابق في نفس الحارة أنه تحت الماء ؟؟ أنا لا أكاد استوعب هذه الرواية وأشك فبها تماما.
أى عبث واى استهتار هذا ؟؟؟
الموضوع ليس سهلا الموضوع كارثي.. الموضوع ليس انتهاء حياة طفل أو لاعب بطريقة مأساوية انما الأمر هو تحول فكرة الرياضة في السباحة وغيرها من الالعاب عموماوعلي وجه الخصوص الفردية إلي ببزنيس ومصالح ، بل إلي تجارة واحيانا تلاعب.
رئيس الاتحاد يهمه زيادة موارد الاتحاد من خلال تحصيل رسوم الاشتراك في البطولات بغض النظر عن اعداد المشتركين واستعداد مكان البطولة لاستقبال واستصافة هذا العدد الكبير ،
جهة إقامة البطولة مسؤولة لأنها لم تعترض علي عدم القدرة علي استضافة هذا العدد الضخم في يوم واحد وعدم التأكد من قيام اللجنة المنظمة بتوفير وسائل الامان والاعاشة والاستضافة الكريمة والأدمية..
المحكمون حول الحمام مسؤولون عن عدم متابعة المتسابق والتيقن أنه قد أتم السباق الخاص به وخرج من المياه.
الجهاز الفني والإداري للنادي التابع له يوسف مسؤول عن قصور متابعة لاعبه والتحقق من سلامته والمعروف أن مدرب النادي يستقبل المتسابق في منطقة الاعداد قبل السباق ويقوم بتسليمه لولي الأمر عقب انتهاء السباق..
حقيقة الأمر أن تغول المادة قد طغي هنا علي مبادئ الرياضة وأن الجميع كان مشغولا بمصلحته حتي علي حساب انسانيته.
للأسف الشديد الواقع يقول أن الالعاب الفردية قد صارت مصدر لكل أنواع الفساد وتعارض المصالح والبعد عن الحيادية والموضوعية بل أن هناك في بعض الالعاب وقد شاهدنا ذلك بالأمس القريب يتم اتاحة فرص السفر في بطولات دولية لمن لا يستحقون التاهل وهل نسينا في أحد الالعاب أنه تم سفر سيدة حامل ضمن البعثة المصرية كي تضع مولودها في الخارج ليتمتع بالجنسية الأجنبية. وتحديدا كانت في سلاح الشيش..
ايضا كيف نتصور بطولة يشارك فيها أطفال أو حتي كبار تمتد مسابقاتها حتي التاسعة مساء ويبقي اللاعب في منطقة الاعداد أكثر من أربع وخمس ساعات ينتظر دوره في السباق وعندما يحين الدور يكون اللاعب قد فقد بالتأكيد جزء كبير من طاقته وحماسه وشغفه، أيضا للأسف هناك مدربون مشتتون بين أكثر من لاعب ولا اخفي سرا إن قلت أنهم مشتتون بين أكثر من نادي لأنهم يعملون في نادي واكثر وبالتالي هناك تعارض مصالح واضح ، ناهيك عن موضة البرايفت واقصد بها التدريبات الخاصة مثل الدرس الخصوصي ، ولنا أن نتصور بمن سيكون اهتمام المدرب ؟ هل بسلامة اللاعب في النادي الذي يعمل به أم باللاعب الذي يدربه برايفت مقابل اجر يفوق ما يحصل عليه من النادي ؟؟؟!!!!
الأمر أخطر كما أسلفت القول من نهاية حياة لاعب انما يتعلق بمستقبل جيل قادم علينا أن نرعاه ونربيه وننشئه علي قيم ومبادئ من العدل والنزاهة و تكافؤ الفرص بعيدا عن ذمم قد خربت وعيون إنكسرت وضمائر تاهت..
لقد كان تدخل السيد رئيس الجمهورية في مسألة انتخابات مجلس النواب فاصلا في كشف مهازل حدثت بالفعل فهل نحن بحاجة أتدخل سيادته أيضا لانقاذ جيل يحتاج أن ننتشله من منظومة تكاملت فيها كل عوامل الفساد والنتيجة إزهاق روح يوسف وياتري من القادم بعد يوسف…
أثق أن مأساة الحبيب الغالي يوسف الذي فقدناه ربما تكون بداية الغيث لتطهير فعلي وحقيقي في المنظومة وتغيير الوجوه التي ظنت أنها خارج الحساب وهنا أناشد سيادة رئيس الجمهورية شخصيا
أطفال مصر وشبابها ينتظرون فيتو رئاسي مثل فيتو الانتخابات البرلمانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock