بدون رويّة.. بقلم: صلاح الدين عثمان

إنَّهُ حَدَثٌ أوقَعَ الرُّعبَ في قَلبي، إذْ هَمَعَتِ العَيْنُ بالدَّمْعِ، بَل دُمُوعٌ هَوَامِعُ في صالةِ أفراح.
كُنتُ شديدَ الحِرصِ لمُجاملةِ صَديقٍ عَزيز،
جَلستُ في مَوقعِ الصَّدارةِ عندما بَدأ الحَفل.
رأيتُها.
هَمَسَت في أُذُنِ المُغنِّي، بينما انتَحَت جَانِباً في حَلبةِ الرَّقص.
لَحظاتٌ وانسَابَ ذاكَ اللَّحنُ الآسِر.. إنَّهُ الماضي يُطِلُّ، يَدُقُّ ليلتي هذه.
ما زالَت جَميلةً كما عَهدتُها، والجَديدُ هذه الرَّقصَةُ مع اللَّحنِ الذي أحببناه، ورَقَصَت لي وَحدي يوماً.
إنَّها الآن تَموجُ أمامَ الجَميع. أرى يومي الأوَّل، عندما لاحَقتُ سِرباً خارِجاً من قاعةِ الامتحان.
تابَعتُ سَيري خلفَهم، ثم تَفرَّقَ جَمعُهُنَّ، وأكمَلتُ سَيري خلفَها، ووعَيتُ عُنوانَ السَّكن.
كانت الإجازة، وانتَظرتُ ظُهورَ النَّتيجة.
جَمَعَتنا وسيلةُ النَّقلِ في الذَّهاب، بارَكتُ لها النَّجاح، وعُدتُ معها لدارِها. قدَّمتني لهم.
ومَرَّت الأيَّامُ هَنيَّة، ثم سافَرتُ مَبعوثاً، كُلُّ شيءٍ على ما يُرام.
عُدتُ إلى البلاد، من صالةِ القُدوم إلى التَّحقيقِ فالاعتقال، مُكايدةً لأقبَعَ إلى حينِ العُثورِ على شَقيقي.
لا وسيلةَ اتِّصال، ولا يُجدي مِرسال،
لأنَّ شقيقَها هو المسؤولُ عن تنفيذِ الاعتقال.
غادَرتُ البلادَ بعد شُهورٍ زُرتُ فيها كُلَّ مَنافي الاعتقال.
ضاعَت ضالَّتي المَنشودة. جِئتُ إلى هُنا بجوازٍ غَربيٍّ لزيارةِ بعضِ الأهلِ بعد النُّزوح.
انتهَت المَعزوفة، لأجِدَها أمامي، بِدون كُلفةٍ تَهمِسُ بالسَّلام…
الإسكندرية 6 ديسمبر2025م









