بين الطباشير والضوء…بقلم سعيد زعلوك

نحنُ جيلُ الثمانينات…
تعبنا، وهرمنا قبلَ الأوان،
حملنا فوق أكتافِنا أحلامًا أثقلَ من أعمارِنا،
كنا الجسرَ بينَ طينٍ يَشمُّ المطر،
وضوءٍ رقميٍّ لا يَنتظرُ أحدًا.
كتبنا رسائلَ على ورقٍ ملوّن،
انتظرنا ساعي البريد كأنه يحملُ قلوبَنا،
حفظنا الأغاني من أشرطةٍ تُرهقُها الإعادة،
ثم فَتحنا عيونَنا على شاشاتٍ غريبة،
نَخشى الغرقَ في بحارها المجهولة.
علَّمَنا الزمنُ أنَّ الخساراتِ لا تُميت،
وأنَّ كلَّ جرحٍ يُضيفُ لونًا جديدًا،
وأنَّ أجملَ ما يبقى ليس ما امتلكناه،
بل ما تركَ فينا أثرًا لا يزول.
نحنُ شهودٌ على زمنين…
لكننا حين نُغمضُ أعينَنا،
لا نشتاقُ إلى الشاشات،
بل إلى المقاعدِ الخشبية،
إلى الطرقاتِ التي لم تَعُد تعرفُ خطواتِنا،
إلى الوجوهِ التي غابت وما زالت تسكنُنا.
نحنُ جيلٌ أنهكه الطريق،
لكنه ما زال واقفًا،
يبتسمُ للعمر ويَحتضن الأمل،
كأنَّ شُعلتَه الصغيرة تكفي
لتُضيءَ دربَ الذين يأتون بعدَه.









