عام على الانتصار ….بقلم: عبدالناصر عليوي العبيدي

مِـنْ نِـصْفِ قَـرْنٍ يَحْكُمُ السِّمْسَارُ
غَـــذَّى الـتَّـخَـلُّفَ فَـالْـبِـلَادُ دَمَــارُ
ثَارَتْ دِمَشْقُ عَلَى الطُّغَاةِ حَقِيقَةً
وَإِنِ ادَّعَــوْا كَــيْ تُـشْـكَرَ الْأَمْـطَارُ
عَـامٌ مَضَى وَالشَّامُ تَلْعَقُ جُرْحَهَا
مَـــــا زَالَ مِــــنْ أَنْـيَـابِـهِـمْ آثَــــارُ
قُـــوَّاتُ رَدْعِ الْـمُـعْـتَدِينَ تَـقَـدَّمَتْ
نَــحْــوَ الْــوَغَـى وَكَـأَنَّـهَـا إِعْــصَـارُ
دَكَّــتْ حُـصُونَ الْـمُجْرِمِينَ بِـضَرْبَةٍ
فَـتَـحَطَّمَتْ مِــنْ عَـزْمِهَا الْأَسْـوَارُ
قَــدْ كَـانَـتِ الـشَّـهْبَاءُ أَوَّلَ غَـيْـثِهَا
الْــــوَرْدُ كَــلَّــلَ تَــاجَـهَـا وَالْــغَــارُ
وَ(الـنِّمْرُ) أَصْـبَحَ فِـي حَمَاةَ كَوَبْرَةٍ
قَـــدْ خَـانَـهَـا الْأَنْــيَـابُ وَالْأَظْــفَـارُ
وَخِـتَامُهَا مِـسْكٌ بِـحِمْصٍ فانْتَهَى
جَــيْـشٌ يُــلَازِمُـهُ الْـخَـنَـا وَالْــعَـارُ
وَالـدَّرْبُ صَـارَ إِلَى دِمَشْقَ مُمَهَّدًا
فَـيَفِرُّ فِـي دَغَـشِ الـدُّجَى الجَّزَّارُ
أَنْـهَـتْ عُـقُودًا مِـنْ تَـسَلُّطِ مُـجْرِمٍ
تَـــرْوِي بَـشَـاعَـةَ هَـوْلِـهَـا الْآثَـــارُ
وَتَـحَـقَّـقَتْ أَهْــدَافُ شـعـبٍ ثـائـرٍ
مِــنْ أَجْـلِـهَا قَــدْ نَـاضَـلَ الْأَحْــرَارُ
يَــا قَـائِـدَ الْـفَتْحِ الْـعَظِيمِ أَلَا ارْعَـوِ
لَا يَــخْــدَعَـنَّـكَ ثَــعْــلَـبٌ مَـــكَّــارُ
لَا يَـطْـمَـعَنَّ بِـمَـكْسَبٍ مُـتَـسَلِّقٌ
فَـالـشَّامُ بِـالشَّعْبِ الْـعَظِيمِ تُـدَارُ
لَا تَـجْـعَـلُوا أَرْضَ الـشَّـآمِ غَـنِـيمَةً
خَــيْـرَاتِـهَـا يَـتَـقَـاسَـمُ الْأَشْــــرَارُ
يَـتَـقَاسَمُونَ الْأَرْضَ فِـيـمَا بَـيْـنَهُمْ
وَيَــقُـولُ كُــلٌّ: لِــي هُـنَـا مِـقْـدَارُ
فَــتُـوَزَّعُ الْأَوْطَـــانُ بَــيْـنَ أَقَـــارِبٍ
وَيَـغِـيبُ عَــنْ صُـنْـعِ الْـقَـرَارِ خِـيَارُ
الـشَّـعْبُ ثَــارَ لِـكَـيْ يَــرَى حُـرِّيَّةً
وَيَــزُولَ عَــنْ وَجْــهِ الْـبِـلَادِ غُـبَـارُ
وَيُــرَدُّ حَـقٌّ كَـانَ مَـسْلُوبًا ضُـحًى
وَيُـشَادُ فِـي وَجْـهِ الـلُّصُوصِ جِدَارُ
لَا كَــيْ يُـجَـمَّلَ وَجْـهُ ذِئْـبٍ قَـاتِلٍ
ضَـجَّـتْ بِـحَـجْمِ فَـسَـادِهِ الْأَخْـبَارُ
فـالـثَّـوْرَةُ الْـغـرَّاءُ تَـحْـفَظُ عَـهْـدَهَا
أَنْ لَا يُـــبَـــاعَ تُــرَاثُــهَــا وَيُـــعَــارُ
حَـتَّى يُـرَى فَـجْرُ الْـعَدَالَةِ سَاطِعًا
وَيَــكُــونَ لِـلـسُّـورِيِّ مَـــا يَـخْـتَـارُ
يَــا شَـامُ يَـا نَـبْضَ الْـعُرُوبَةِ دائـماً
مَــا هُـنْـتِ فِـيـنَا، بَـلْ لَـكِ الْإِكْـبَارُ
فَــدَمُ الـشَّـهِيدِ، إِذَا يـفـوحُ تُـرَابُـهُ
قَـــالَ: الْـحَـقِـيقَةُ هَـاهُـنَا الْإِيـثَـارُ









