فيس وتويتر

مصطفي السعيد يكتب :أهم ملامح الإستراتيجية الأمريكية الجديدة

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

رغم الضجة حول إعلان الإستراتيجية الأمريكية الجديدة، فإن وصفها بالإنقلاب أو التغير الجوهري في السياسات مبالغ فيه، ولا يوجد سوى الإعلان عن سعيها للهيمنة على دول الأمريكتين بشكل صريح، والذي يتجلى حاليا في السعي لإسقاط حكم الرئيس الفنزويلي مادورو، وتهديد باقي البلدان المتحدية للهيمنة، وهذا الأمر لن يكون سهلا أمام إدارة ترامب، لهذا أعلن الرئيس الكولومبي تحديه للنهج الإستعماري، بلهجة أشد حدة، ملوحا بوجود أسلحة متطورة لدى كولومبيا، وأنها لا يمكن أن تفرط في سيادتها، ولو أدى الأمر للحرب. أما الملمح الثاني فكان إهانة الحكومات الأوروبية التي يقودها اليمين الليبرالي، واتهمتها الإستراتيجية بأنها معادية للديمقراطية، وأضاعت هوية بلدانها، وإشارات إلى دعم تغيير تلك الحكومات بأحزاب اليمين القومي “المتطرفة”. أما السياسة تجاه الصين فبقيت كما هي مع تغير في الشكل واللهجة، وكذلك في منطقتنا، فتحدثت عن دعم أمن إسرائيل وحرية الملاحة، وأن سوريا بقيادة الجولاني أصبحت عامل استقرار، وأنها لن تفرض الديمقراطية على بلدان المنطقة، وما يهمها أن تحقق الأرباح الإقتصادية. كما دعت البلدان التي لديها فوائض مالية بدفعها إلى الإستثمار في الولايات المتحدة، خصوصا اليابان وكوريا الجنوبية.
هذا الإعلان عن سياسات تنفذها إدارة ترامب بالفعل سيدفع أوروبا وأمريكا الجنوبية وكندا والمكسيك إلى تنويع شراكاتها، وربما تعزيز علاقاتها مع الصين وليس كما يأمل ترامب، الذي لا يملك ما يقده سوى هراوة العقوبات والتدخل العسكري، وثبت أنها ليست فعالة كما كان في السابق، وأنها أضعفت أمريكا وزادت عزلتها وخسائرها.
الغريب أن ترامب الذي كان قد حدد الجمعة الماضية كموعد نهائي لمغادرة الرئيس مادورو فنزويلا متردد في العمل العسكري، بعد الخلاف مع جنرالات في البنتاجون حوا نتائجه، واستعان بالرئيس التركي أردوغان ليتصل بمادورو ويطرح عليه الحوار، وتغيير سياساته الإستقلالية عن الولايات المتحدة، ونصحه بعدم معاداتها. مادورو لم يعلن العداء لأمريكا، وإنما تمسك باستقلال بلاده، وعدم التدخل في شئونها أو محاولة نهب ثرواتها، ومن أبرز المؤيدين للحقوق الفلسطينية، والمعادين لإسرائيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock