نائم بين القبور… محمد زينو شومان / لبنان

نائم بين القبور
لا تهمني كثيراً التفاصيل المملة
ما لي وهذا المصعد الكهربائي
الصاعد والهابط بلا توقف
كالهم الذي في صدري!
لا أنتظر معجزة إلهية
غير مستعد ليوم الحشر
لا أكترث لأبواق السيارات والشاحنات التي
تعبر نفق ذاكرتي
ما الفرق بينها وبين شخيري في الليل!
المسمار الذي دق في الجدار
كأنه دق في يدي.. أو في جمجمتي
الضائقة الاقتصادية أنستني
قراءة الصحيفة
وعلاقتي بنفسي وبأقرب الناس
هل أنا دائخ؟
أتدور الأعوام بي كدراجة هوائية؟
لا شأن لي بالبذلة الرسمية ولا بربطة العنق
لا شأن لي بشارب الخمر ونافخ المزمار
ما زلت أعاني صداعاً تلو صداع
كم مرة سقطت في المرحاض،
وفي الاختبار النهائي للصبر والجلد!
كل نصائحي ذهبت أدراج الرياح
أكاد أغص بلعاب خساراتي حتى الموت
لم ينجني الحذر من التهلكة
لا أحسن النقد ولا حل عقدة الطوائف
لعل باب المنطق مقفل من الداخل
إلى أين يوصلني هذا الخط المتعرج؟
أما من هدنة موقتة؟
كم حلمت بالسباحة في تيار اللاوعي
بعيداً من عيون مراقبي الأمم المتحدة
لماذا طردت من صالة القمار،
ومن متنزه العائلات؟
أما من وطن يشد أزري؟
أكاد أقع ضحية الالتباس
بين الإشارات الضوئية
وإشارات الملكين المقربين
ما زلت أدور في مكاني كالمولوي الراقص
أريد إعتاق رقبتي من النذور والأوراد والتراويح
لست بقديس مطوب
ما لي أهذي وأهلوس كحاطب ليل
أو نائم بين القبور؟!









