غير مصنف

جوهر الروح.. بقلم: پرشنگ أسعد الصالحي

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

جوهر الروح

من يدرك بنية روحي
يرى نفسه فائزاً بما ملكه من معنى حضوري

لستُ حضوراً عابراً في حياة أحد
بل قيمة تتجلّى لمن امتلك حدس الرؤيا

وما روحي إلا جوهرة
لا يلتقط بريقها إلّا من أدرك أن الوجود لا يمنح كنوزه مجاناً

فالإنسان لا يُصبح فوزًا عند الآخر صدفةً
بل حين يثبت في هذه الحياة أن لوجوده بنية ومعنى
وأن طاقته تضيف لا تستهلك وترفع لا تُثقل

وما من روحٍ تُقدَّر بثمن
إلّا حين يفهم من يقف أمامها أن لها خبزها الداخلي ومجدها الهادئ
وأن إدراك قيمتها يحتاج وعياً لا يملكه الجميع

فالذين يعجزون عن فهم جوهر الأشياء
يصنعون حول أنفسهم متاهات من أسئلة مُعطّلة ومفاهيم مقلوبة
بينما من يحسم أمره، ويعرف ما يريد
ينجو من فوضى الظنون
ويعبر بثبات نحو علاقات لا تُقاس بالمصادفات
بل بالمعنى والاختيار

أمّا من لا يريد فكّ هذه المعضلة
ولا يفهم ما تقوله الأرواح قبل الكلام
فإنه يعقد مع الحياة صراعاً أبدياً
حرباً لا تُختتم بسلام
ولا تنجب حبّاً يستحق أن يُمنح له القلب

فمن يراني
إنما يرى انعكاسه الأجمل في مرآتي الثمينة
عيناي اللتان لم تمنحا الرؤية عبثاً لأحد
إلا وقد أكرمته بجمال لونه المعشوشب الأخضر
فتبدو في ضوئهما مخضرّةً، ناضرةً
كإيضاحٍ يتوهّج بين نخيلٍ ينهض في الريح
وعصاميّةِ روحٍ تعلّمت أن تثور لتكتمل

فأنا لستُ ظلَّاً يمضي في زمن واحد
بل ثِقَلُ حضورٍ لا يدركه إلا من امتلك حدس الرؤيا العميقة

وما من روحٍ تتدارك روحَها في روحِ الآخر
إلّا حين توقن أنها لم تُخلق سُدى
بل لتُفهَمَ مضامينها، ويكشف ما خبأه الوجود••

پرشنگ أسعد الصالحي
6/12/2025 كانون الأوَّل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock