خاطرة – الجديد القادم.. بقلم: علي حسن

أيُّها القادِمُ من رحمِ المُعاناة!
أيُّها الجرح النازِفُ ومازال من الشريان..
لعلَّه يجري في تجاعيد الأرضِ التي أنهكتها الجِراحات..
لعلَّك لا تدركني وسط الأوجاع،
والآهات التي تطرقُ أبوابَ القلوب،
وتطرقُ جداريةَ الأحلامِ التي تدغدغُ أصحابَ الوجدان،
فاليوم ماتَ فيه الوجدانُ وغفَتْ فينا الروحُ على أرصفةِ الطرقاتِ
تقتاتُ على متناثرات الأيام،
وكأن اليوم كباقي الأيام غير مكتوب في
رزنامة الحضور،
وكأن اليوم هو الأوَّل من مخاض ولادةٍ قيصرية
ولعلّ الشمسَ قد بزغَتْ،
لتشرقَ من جديد بِحلَّتِها الجديدة،
وعلى أكتافِ رجالٍ تذكرَهُمُ الأقلامُ على
صفائح القلوب..
قد غابَ عنهم بنو جِلدتِهم الذين يتساوون بالدين،
وتجمعهم العقيدة التي تقلَّدتها أعناقُهم،
ويتقلدها جبينُ الجميع على حدٍ سواء،
ولعلّ يُحدِثُنا اليومُ الغائِبُ عن معاني الحياة دون ثوبٍ نعرفه مُرصعاً بِحبات الندى..
مُعطرةٌ هي الأيامُ بِلياليها بِرائحةِ الشتاء تارة،
وتارة بِرائحة الشمس الخجلى من عيون عروبتنا،
والتي لبست نظارتها السوداء لِتموت منها العيون،
وتصمِتُ منها الآذان،
على حقيقةٍ لا تُخفيها عيونُ الشمس والتي
تُعانقُ أرواحنا،
وقد تبكينا السماء على غفوةِ العيون قبل القلوب،
وذاك الصمتُ الذي أمات فينا معاني الحياة،
لِنتوه في شتات أنفاسنا في تساؤلات،
أم أن التساؤلات قد غابت عن الحياة،
فالشمسُ قطعاً لا تُغطى بِغربال،
والحقيقة ما زالت حاضِرةً كما هي وضوح الشمس،
فمتى تُمطِرنا السماء،
أم أن دمعاتها خجلى من ليلٍ مزَقَت ستائرَه الإنسانية،
فكيف يكون الصباح الذي يُقابلُ الجميع دون استئذان،
ومتى لِدموعِ السماء أن تُثلِجُ الصدور،
التي أدمتها تحت المُسمَّيات الإنسانية،
فالزّمانُ مازال هو الزّمان،
واليومُ مازالَ هو اليومُ والماضي مازال يحفظنا،
لِنُرتِلُ منه على مسمعِ الجميع من تاريخنا وذِكرانا الذي
ترجلَ يوماً عن صهوةِ خيولٍ أسرجها الحق،
لعلّنا يوماً نرفع بأيدينا راية العزة والحرية،
لتكتبنا الأقلامُ على أسِنَتها،
وتُرتِلُنا ألسِنةُ الشعراء غداً قصائدَ نُسِجَت
من جدائلِ حرائرنا وأمهاتنا الثكلى،
ونسكُبُ على خدودِ الصباحِ ما يُعيدُ الحياة إلى
مولودٍ جديد يُعانِقُ وجه السماء.. يحملُ
راية الحرية.
علي حسن









