حاضري الغائب.. سوزان عبد الوهاب اللبابيدي

حاضري الغائب
كنْتُ أحيَا بينَ الوهمِ واليقين
أظنُّ أنَّ العتمةَ ستنكشفُ
وأنَّ النورَ يأتي من صدقِ المسبِّحين
لكنَّني أدركتُ أنَّ لكلِّ سردابٍ مفتاحاً
وأنَّ الظلمَ وإنْ طال
سينحني أمامَ عدالةِ الله
كَمْ أرهقَتْنَا السنون بالقهر
وكَمْ مزَّقَتْ أرواحَنَا صفحاتٌ كُتبَتْ بالحزنِ والحرمان
لكنَّنا نحملُ الوعدَ رغمَ الانكسار
نمارسُ تمارينَ النهوض
بينَ أنقاض الأملِ المُنطفِئ
تأتي ساعةُ الصفر
لحظة تعلنُ فيها الحياةُ أنَّها لن ترحمَ مَنْ خانَها
تجتمعُ الخصومُ في قدرٍ محتوم،
ونشهدُ تراجيديا العبرات
كلُّ دمعةٍ تسردُ حكايةً
وكلُّ تنهيدةٍ تُوَقِّعُ على عقدِ الألم
لكنَّنا لم نستسلمْ
مازلنا نُوَقِّعُ على فاتورةِ الحياة،
رغمَ الألمِ، رغمَ السقوط
فالسقوط بداية الوقوفِ
والألم مرآة الكتاب الأوَّل
لو عرفنَا النهاية
هل كنَّا سنتردَّدُ؟
لا، بل كنَّا سنسيرُ بنفسِ الطريق
لأنَّنا نؤمنُ أنَّ النورَ بعدَ الظلامِ
وأنَّ بعدَ القهرِ فرَجَاً
ولو تأخَّر
سوزان عبد الوهاب اللبابيدي – سورية









