دقَّ قلبي…بقلم د. مصطفي عبد المؤمن

دقَّ قلبي حين باحَ بحرفهِ،
وفي خفايا الكلامِ لمحتُ بريقَ عينيكى
تُحدّثانني بوشوشةٍ دافئة:
كلّما غِبتِ… ظللتُ أتتبع خطاكِ،
وإن كتبتِ… خططتُكِ بين سطوري،
أُغازلكِى عشقًا لا يعرفُ حرجًا ولا حاجزًا.
أدري… أن الصراحة ترهّبكِى،
وأنكِ تستترين خلف مفرداتٍ منهكة،
تقولين: “كبر العمر”،
“وغزا البياضُ شعرَ الرأس”،
“والأيام فرّت من بين أيدينا”…
لكنّكِ تُخفين الحقيقة.
فأنا أراكِ بنظر قلبي قبل عيني،
وأعرفُ أن بقايا حبّنا ما زالت تنبض… بل اشتعلت.
فما الذي يُرعبكِى؟
أهكذا يُخشى الحبُّ وهو أطهرُ ما في الروح؟
ليس عارًا، ولا خطيئة،
إنما هبةٌ إذا صدقَت،
ورحمةٌ إذا صفَت،
ونورٌ لا يريد سوى دفءٍ يُحيي الفؤاد.
فامنحينا لحظة فرح،
فنحنُ نركضُ في عمرٍ لا ينتظر،
والليالي التي تهرب لا تُستعاد،
وأنتِ وأنا نحمل ذات الوجع،
ونشرب كأس الشوق ذاته كلَّ مساء.
تعالي…
لن نهدم عهدًا، ولن نعصي ربًّا،
سنُحبّ كما يُحبُّ الطاهرون:
نقاءً، وسكينةً، ودعاءً في قلب الليل.
دعيني ألمسُ نبرةَ حرفكِ،
وأُصغي لنبضكِ تحت جناح السكون،
فما الحبّ إلا سجدةُ روح،
وما العشقُ إلا حياةٌ تتجدّد.









