على أنغام الميري “كريسماس” والهابي “نيو يير” .. عطلة ترمب، ورحلة النتنياهو، ورشوة السيسي

على “جناح صهيون” (اسم الطائرة الرسمية)، يتوجّه النتنياهو ووفده الحكومي-الأمني يوم الأحد 28 ديسمبر إلى فلوريدا (مصحوبًا بدعوات ضحايا الإبادة)، حيث سيلتقي للمرة السادسة بكفيله البرتقالي الذي سيمضي عطلة أعياد الميلاد ونهاية العام في منتجعه الفاخر ‘ مار آلاغو’ على ساحل ميامي.
الإعلام العبري وصف توقيت الرحلة التي ستمتد لأسبوع كامل (أي أن ‘بيبي’ سيعبر إلى عام 2026 في ‘بالم بيتش’)، بأنه “بالغ الدلالة والحساسية”. والسبب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “المحاصر بكل أنواع التحديات داخليًا وخارجيًا” سيحمل همومه إلى صديقه ترمب الذي لم ينجح في انتزاع عفو رئاسي له ينجيه من مرمطة المحاكم وفضائح الفساد، وسيعمل على الفوز منه بمكاسب “إعلامية” ودعم “علني” يعينه على خوض حلبة الانتخابات المقبلة بقفازات أضخم وأكثر صلابة في مواجهة منافسيه.
المرحلة الثانية من خطة غزة، وتشكيل قوة الأمن الدولية، ومستقبل حماس، وحدود التعامل (العداء) مع لبنان وسوريا وإيران .. جميعها ملفات ساخنة على أجندة القمة الإسرائيلية الأمريكية المزمعة (التي ستتم على اجتماعين غير متعاقبين)، ومعظمها نقاط “عدم اتفاق” بين الزعيمين.
البيت الأبيض استبق الزيارة بالتصريح (على لسان مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية لموقع ‘واللا’ العبري) أن الرئيس بصدد إصدار سلسلة من “الإعلانات المهمة في الأسابيع المقبلة”، تشمل التوصل إلى نموذج لحكومة “تكنوقراطية” من خبراء فلسطينيين ودوليين محترفين “تتولى مسؤولية تشغيل الخدمات العامة والأنشطة البلدية في قطاع غزة”، على أن تعمل “تحت الإشراف المباشر لمجلس السلام برئاسة ترمب شخصيًا”.
والنتنياهو استبق إعلان “الترتيبات” الأمريكية رسميًا، بتجديد رفضه القاطع للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، قبل استعادة آخر جثث الرهائن (الرقيب أول ‘ران غويلي’)، وقبل نزع سلاح حماس. كما أنه لا يخفي أنه “يراهن” على فشل فكرة القوة الأمنية متعددة الجنسيات (ISF) في غزة، أولا لأنه حتى اليوم لم تعلن أي دولة “رسميًا” نيتها المشاركة فيها (برغم التقارير عن مباحثات تُجريها إيطاليا للمشاركة في القوة الدولية)، وثانيًا لقناعته التامة -التي عبّر عنها علنًا قبل يومين- بأن تلك القوة “لن تتمكن من تحقيق هدفها الرئيسي: تجريد حماس من السلاح”.
وبين هذا وذاك، برز الاهتمام الإسرائيلي بالتقرير “الحصري” الذي نشره موقع ‘أكسيوس’ الأمريكي الاستخباراتي (أمس الإثنين) عن حرص ترمب على ترتيب لقاء يجمع الرئيس المصري بالنتنياهو “وجهًا لوجه” قبل نهاية العام، وبالتحديد قبل زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية المرتقبة لفلوريدا.
ونقلت ‘معاريف’ اليوم عن مصادر دبلوماسية أن “الشرط الأمريكي الأساسي لانعقاد القمة هو إقرار اتفاقية الغاز بين إسرائيل ومصر، لما تحمله من أهمية سياسية واقتصادية للدولتين ولواشنطن”. وذكر تقرير الصحيفة العبرية أن واشنطن تضغط لإتمام الصفقة “تمهيدًا لإطلاق خطة اليوم التالي في غزة وإعادة بناء الجسور مع الدول العربية”. وهو ما وصفه مسؤول أمريكي بـ”الرشوة” المقبولة في سياق نهج “الدبلوماسية الاقتصادية” الذي يتبنّاه ترمب، ويسعى لتعميمه في الشرق الأوسط، بمبادرات مشابهة مع لبنان وسوريا والسعودية، “بهدف كسر عزلة إسرائيل، وإعادة تنشيط مسار اتفاقيات التطبيع الإبراهيمية”.
بينما أشارت ‘يديعوت أحرونوت’ إلى أن أسابيع من المفاوضات المكثفة “في الكواليس”، أسهمت في تضييق الفجوة بين القاهرة وتل آبيب (النتنياهو والسيسي لم يتواصلا منذ عامين، حسب ‘أكسيوس’).
ونقلت قناة ‘آي نيوز 24’ عن مسؤولين “توقعاتهم” بأن تستلم إسرائيل -خلال أيام- مقترحًا مصريًا بشأن النقاط العالقة في اتفاقية الغاز، لتقييمه قبل اتخاذ قرار التوقيع النهائي.
ما أعجب الدنيا “على جناح صهيون” .. وهابي نيو يير يا منطقة









