قلعة حصينة….بقلم عبد الله راغب أبو حسيبه

يخلعُ قلعة حصينة
عن رأسهِ
يتحررُ من متاهات ٍ
كانت تنمو
على جناحيه ِ
هو الآن لا يبرر
هزائمه وفتوحاته الوهمية
فقط ينزلق
كطفلٍ ريفي فوق الطينِ أو
ماء الترعة الهزيلة
تنمو شجرة ذقن الباشا
تحت بيتهِ القديم
ينحني لفتاة متوحشة رائعة
لا تنتبه لخشونة كفيهِ
وتكمل أغنية خليعة
وهي تلملم شتلات الطماطم
هو الأن
يحلمُ بنظرةٍ طويلةٍ
في عينيها
ثم يرفرف فوق بيتها القديم
ويخلع نصف ريشه
كي يبدو كفرخٍ يتيمٍ
يستحق أن تحنو عليه السماء
بقبضة من العطف
أو بعض نظرة تأخذه
ويدوْخ كما العارفين
ثم يرقص حول ضريح ِالولي
ويتمتمُ والبخور
رائحة احتراقه
هو الأن
والأنا
وهؤلاء
يمكنه أن يمشي فوق الماءِ
وتحت سقيفة خياله
الذي صار يتبع رأسه.
أينما يشرد
يكون رزقه ،
فتحة في جدار الوجع
يهرب منها
وهو يمسك بذيلِ
ملاك يجرهُ
نحو مجرة أخرى
تربت على صدرهِ
كي يواصل هذيانه
السرمدي
تاركا خلفه
جسده القديم








