رؤي ومقالات

فراج إسماعيل يكتب :دولة الجنوب العربي القادمة

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

إعلان دولة الجنوب العربي أو استعادتها بات قريباً بعد سيطرة قوات المجلس الانتقالي على كافة المحافظات الجنوبية اليمنية وآخرها حضرموت (محافظة النفط) والمهرة.
نحن إذاً على وشك سماع ولادة دولة ذات موقع استراتيجي بالغ الأهمية تجاور السعودية التي تتأكد هزيمتها أمام الإمارات في صراع مراكز النفوذ الجيوسياسي والجيواستراتيجي بينهما.
وفقاً لصحيفة عكاظ السعودية، طالب محمد القحطاني خلال لقائه مع مجموعة من قبائل حضرموت، بخروج كافة قوات المجلس الانتقالي من حضرموت والمهرة.
كان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن عيدروس الزبيدي قال أمس الثلاثاء إن المرحلة القادمة ستكون مرحلة عمل مكثف، لبناء مؤسسات دولة الجنوب العربي القادمة .
في تصريحات لوكالة رويترز أكد المسؤول البارز في المجلس الانتقالي، عمرو البيض، يوم الاثنين، أن المجلس موجود في جميع محافظات جنوب البلاد، بما في ذلك مدينة عدن.
في صراع النفوذ، إعلان دولة الجنوب اليمني، يضع يد داعمتها “الإمارات” على الفضاء الاستراتيجي من منطقة خليج عدن إلى البحر الأحمر، ينسجم ذلك مع القواعد العسكرية الإماراتية في ارتيريا وأرض الصومال.
تسيطر الإمارات فعليا على جزيرتي ميون الاستراتيجية في باب المندب وسقطرى في خليج عدن.. وبالتالي فهي اللاعب الرئيسي الذي يهيمن على كل الأوراق.
فمن جهة تصبح دولة الجنوب العربي عامل ضغط على جارتيها السعودية وسلطنة عمان، ومن جهة أخرى تقطع طريق الدعم الإيراني للحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء.
اندرو كورييكو المحلل السياسي الأمريكي يرى أن المجتمع الدولي سيضطر لدعم الدولة القادمة للحفاظ على الإستقرار في هذه المنطقة الإستراتيجية بالغة الأهمية.
سيجد المجتمع الدولي نفسه يتعامل مع دولة الجنوب العربي كما يتعامل مع جمهورية أرض الصومال، عدم اعتراف رسمي واعتراف واقعي، خصوصا إن وجود هذه الدولة بجيش وإدارة منظمة مدعومة من الإمارات الداعم الإقليمي الأكبر، سينقل المنطقة من لعنة الجغرافيا ، الى الاستقرار والإزدهار والتحكم في الطرق البحرية بمنحدر قاري يربط بين قارتي آسيا وافريقيا ومنها الى قارة اوربا عبر مضيق باب المندب الذي تمر موقع يبدأ ذهاباً وإياباً من بوابة البحر الأحمر الجنوبية مروراً بخليج عدن الى شرق بحر العرب وصولا الى أعماق الخليج الهندي.
إذا كان الصراع على مراكز النفوذ بين السعودية والإمارات سينتهي بإعلان دولة الجنوب، وهو كما أسلفت هزيمة جيواستراتيجية للمملكة.. فما أثر ذلك على مصر؟..
تمتد سواحل اليمن البحرية لأكثر من 2500 كيلومترًا، تضم أكثر من 182 جزيرة أبرزها جزيرة ميون (بريم) في باب المندب، وجزر حنيش في البحر الأحمر، وأرخبيل سقطرى في بحر العرب. تلعب هذه الجزر دورًا استراتيجيًا في مراقبة الممرات البحرية الدولية وتأمين المصالح الإقليمية والدولية.
يُعتبر مضيق باب المندب من أهم المضائق البحرية في منطقة شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي، حيث يربط بين البحر المتوسط والمحيط الهندي والبحر الأحمر وقناة السويس عبر خليج عدن.
يقول تقرير أعدته نوران هشام – الباحثة المتدربة ببرنامج الدراسات الإستراتيجية لمركز ايجبشن انتربرايز للسياسات والدراسات الاستراتيحية إن التوترات في منطقة البحر الأحمر تؤثر بشكل مباشر على أداء الاقتصاد المصري، وفي مقدمته قناة السويس مما يهدد مصدر الدخل الحيوي المصر من العملات الأجنبية بالإضافة إلى تهديد السياحة.
وتضيف أن السيطرة العسكرية على باب المندب يشكل تهديدا مباشراً للأمن القومي المصري.
ماذا ستكسب الإمارات؟..
نفوذا وسيطرة جيواستراتيجية على موانئ وطرق بحرية، منها ميناء عدن الذي تعتبره مهددا ومنافساً لموانئ دبي. وقد قامت بالفعل بتعطيل هذا الميناء بقوات “الحزام الأمني” التي أوكلت مهمة إدارتها إلى الفصائل السلفية والحراك الجنوبي.
يعد ميناء عدن من أفضل موانئ الساحل الجنوبي كله من باب المندب حتى مسقط، ومحطة طريق هام على خليج طبيعي، ومن أهم الموانئ البحرية في العالم وأقدمها على الإطلاق بعد ميناء نيويورك.
يطل على البحر العربي وخليج عدن، وهو محطة في طريق الملاحة الدولية المطلة على مضيق باب المندب وخليج عدن التي تربط الشرق بالغرب، وكان يؤدي دورا أساسيا ورياديا في التجارة الدولية كمركز للتجارة الحرة في الشرق الأوسط قبل ميناء جبل علي الإماراتي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock