مَا انْنَهَيْنَا بعْدُ مَنَ الطَّيّبْ والشَّرِسْ والقَبيحْ.. بقلم: السيد فرج الشقوير

مَا انْنَهَيْنَا بعْدُ مَنَ
الطَّيّبْ والشَّرِسْ والقَبيحْ
(3)
وَهْوَ يُسَاقُ إلىٰ سَعِيرِ تَابِيرْنَاسْ (١)
ثَمَّةَ مَلْمَحٍ..
دَغْدَغَ إيمَانَ “بُلُونْدِي”
حَدَّثَهُ بالنَّجَاةْ
هُنَاكَ .. لَا إبَلَ فِي أَلْمِيرْيَا (٢)
بَيْدَاءٌ بِحَجْمِهَا..
مُتْخَمَةٌ بالْجِيَادِ النَّافِقَةْ
وَضَجَّتْ بالمُرْسَلِينَ..
إِلىٰ نَزَوَاتِ “رُوبِرتْ إِي لِي” (٣)
ضَئِيلَةٌ فُرَصُ الجَرَابِيع هُنَا
وَآيِسٌةٌ سَاجْوَارُو شَاتِلَةْ (٤)
بِلَا حَوْلٍ أَسْفَلَ يَحْمُومِ مُسَدَّسٍ..
هَمَّ يُطْعِمَهُ زَقُّومَهُ..
ثَمَّةَ مَلْمَح دَلِّكَ إيمَانهْ
فَفِي مَتَاهَةٍ كَأَلمِيرْيَا..
عَامِرَةٍ بالقَيظْ
تَمُدُّ الجِبَالُ يَدَاً بَيْن رَاسِهَا والهَجِيرْ
وَأُخْرَى فَوْقَ حَاجِبَيْنٍ لَهَا
تَحْتَالُ للشَّوْفِ آنَ بالنَّارِ يَرْقُصُ المَدَىٰ!
فِي وَقْتٍ
يَكُونُ فِيهِ “تُوكُوو”
وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي المُسَدَّسْ
وَوَحْدَهُ رَبُّ المِظَلَّةِ والزَّمْزَمِيَّةْ
طَبِيعِيٌّ جِدَّاً..
أَنْ تَسْتَرْعِيَهُ زَوْبَعَةْ!
جِيَادٌ سٍتَّةٌ يُنْبِى طَالِعُهَا بالرُّفَاتْ!
مَقْعَدٌ خَالٍ مِنْ سَائِسِهِ..
لَا يُحَرْجَمُ خَوْفَهَا!
بَدِيهِيٌّ أَنْ يُلْهِيَهُ إرْثُهُ مِنَ الخَرَابْ
وَمِنْ أَسْمَالِ المَوْتَى
“كُونْفِيدْرَالٍ ” كَانُوا!
“يَانْكِي”..
“نَابَاجُو”..
“إنْكَا”..
“بَاشْتُونٌ” كَانُوا أَوْ “رُوهِينْجَا”..
لَيْسَ يَهُمّ
طَبِيعِيٌّ جِدَّاً..
أَنْ يُمْهِلَ ظَامِئَاً يَمْشِي عَلَى بَطْنِهْ
يَضْمَنُهُ أَلْفُ قَاتِلٍ أَغْبَى مِنْ رَصَاصَةْ
يَنْدَهُهُ فِقْهُ الأَوْلَوِيَّات
فَالتَّفَاصِيلُ الصَغِيرَةُ حِينَهَا..
لَا تعْنِي قَاتِلَاً شَرِسْا
سَاعَةُ جَيْبٍ يَقْتَنِصْهَا الآنَ ..
لَا يَأْبَهُ لصِيَاحِهَا..
إنْ لَمَحَتْ مِشْنَقَةً غَدَا
أَوْ عِنْدَ ظَهِيرَةٍ بِعَيْنِهَا..
فَاجَأَتْهُ بهَيْعَلَاتِهَا للقِصَاصْ
عُلْبَةُ تَبْغٍ مُغْرِيَةٌ..
غَرَّهُ سَعُوطُهَا لَهُوَ لَاهٍ عَنْ حِكْمَتِهَا
عَمِيٌّ عَنْ سُخَامِهَا..
فِي غَدٍ يُتَرْجِمُ حَوْقَلَاتِ لَحْظَتِهْ
فَأَيْنَمَا أَنْتَنَ لَحْمٌ..
صَارَ أَحَبَ إلَى أُنُوفِ النُّسُورْ!
النّسُورُ لَا تُنْعِشُ قَلْبَ جِيفَةٍ.. أُرَاهِنْ
لَكِنَّ صَادٍ “كَبُلُونْدِي” .. يَخْتَلِفْ
أَنْ يَلْمَحَ ضَانٌّ عَلَيْهِ بِالتَّعَرُّقِ..
يُنْعِشُ جِيفَتَهْ!
أَنْ يَتَرَجَّىٰ غُرَابٌ وَلِيمَتَهُ..
صَارِخَاً بِهَا Don’t die!
أَمْرٌ يُرِيحُ زَهْرَةَ الشَّوْكِ
تِلْكَ المُتَوَسِّعَةَ فِي ضَمِيرِهْ
وَأَدْعَىٰ أَنْ تَكُفَّ قُمَّلَةُ المُرُوءَةِ عَنْ سُؤَالِهِ..
مَا ذَنْبُهُ “شُورْتِي”؟!
“شُورتِي” بِلَا دَفِينَةٍ..
مَيِّتٌ لَامَحَالَةْ
فَلْيَسْكُتْ عَنَاؤُكَ الآنْ
فَلِكَيّ تَنْجُوَ جِيفَةٌ
لَا يَنْبَغِي لَهَا العَبَثُ مَعَ القَتَلَةِ
فِي حَالِ إِفْلَاسِهَا مِنْ أُحْجِيَةْ
لَا بُدَّ أَنْ تَحْبِسَ رِيحَهَا
أَنْ تَتَأَبَّطَ للنَّجَاةِ سِرَّاً..
يَتَنَصَّلُ مِنْ جُرْسَةٍ يرْتَكِبُهَا الْبَهَارْ
وتَعِيَ جَيِّدَاً أَمْزِجَةَ الشُّهَى.. (ه)
لكُلِّ ذِي ظُفْرٍ عَلَى حِدَةْ
“بُلُونْدِي” يَخْتَلِفْ
أَنْ تَكُونَ خَارِجَاً عَلَىٰ أَعْرَافِ “جِيسِي وِيلْزْ” (٦)
أَنْ تَكُونَ رَافِضَاً..
لتَفَانِي “هَاتِي مَاكْ دَانْيِيلُّ” فِي أُوهَارَا (٧)
وَلِسَذَاجَةِ “بَاتِرْفِلَاي مَاكْوِينُ” المُلْفِتُ للنَّظَرْ (٨)
لَا يَعْنِي إيمَانُكَ بِتُرَّاهَاتِ “اليَانْكِي”
لهَذَا وَسِّدْ لقَنَاعَاتِكَ فِي المَنَاطِقِ الدَّفِيئَةْ
ولأَنَّ لِكُلِّ سُتْرَةٍ عَيْبُهَا
يُخْطِئُ “بُلُونْدِي” فِي اخْتِيارِ شُرَكَائِهْ
يَضْطَّرُّكَ الشَّرَفُ فِي آوِنَةٍ كَثِيرَةٍ للمُرَاوَغَةْ
ولِأَنْ تَسْرِقَ حِفْنَتَينِ مِنْ غَبَاءِ الحُكُومَةْ
فَلَا حَقَّ للدّوْلَةِ وَحْدَهَا..
فِي احْتِكَارِ البَلْطَجَةْ
عَلَىٰ الحَقِيقَةِ..
الحُكُومَاتُ لُصُوصٌ مُقَنَّنَة
قَتَلَةٌ بِدَسَاتِيرٍ لَمْ تُشَاوِرْ فِيهَا الوَزَغْ
تَزْنِي الحكُومَاتُ لأَمْنِهَا الشَّخْصِي
الحُكُومَاتُ..
ثُلَّةٌ مِنْ خَارِجِينَ عَلَى السُّلْطَةِ..
فِي عُرْفِ حُكُومَةٍ سَالِفَة
لِهَذَا وَأَنْتَ تَبِيعُ للسُّلُطَاتِ لِصَّاً تَطْلُبُهُ
اخْتَرْ شَرِيكَ الصَّعْلَكَةْ
شَرِيكَاً يَسْتَحِقُّ رَصَاصَةً تُنْفِقُهَا لأَجْلِه
وَأَنْتَ تُعِيدُ تَدْوِيرَهُ للحُكُومَةِ..
اِنْتَقِ شِرِّيرَاً..
مُؤْمِنَاً بِوَسَاخَةِ “رُوبِيرْت إي لِي”
بِهَمَجِيَّةِ “يُولِيسْيَسْ إِسْ جِرَانْت” (٩)
فَكُلٌّ منْهُمَا قَذِرْ
بفَنِّهِ..
يُمَنْتِجُ أَخْطَاءَ “دُوجْلَاسْ كَامْب” (١٠)
وَيُجَمّلُ قُبْح “أَنْدِرْسُونْ فِيلّي” (١١)
لِهَذَا كَانَ الذُبَابُ أكْثَرَ حُنْكَةْ
يُقِيمُ مَحَطَّاتِ التَّحْلِيةِ عَلَى مَسَامِكَ
وَأَنْتَ فِي حَضِيضِ افْتَقَارِكَ للعَرَقْ
يُعَدِّنُ مِنْكَ..
مَا يَسِيلُ مِنْ فُوسْفَاتِ الرَّهَق
يَكْتَالُ أَمْلَاحَكَ المَخْبُوءَةِ للنَّجَاةِ كُلَّهَا
يَتَضَاءَلُ..
للدَّرَجَةِ الّتِي يَسْتَهِينُ بِهِ القَيْظْ
يَتَصَاغَرُ..
فَيجْتَازُ آكَامَ الوَشَقِ
فَاقِدَاً بِمَزَاجِهِ مُغْرِيَاتِهِ أَنْ يَكُونَ فَرِيسَةْ
يُرَاوِغُ الهَجِيرَ..
كَرَاغِبِ جَنَّةٍ عَابِرٍ دُونَ ذَنْب
يَسْأَلُ سَائِلٌ بِسُؤَالٍ وَارِدْ
مَا دَخْلُ الذُّبَابِ هُنَا..
فِي حَرِبٍ تُوقِدُهَا رِيتْشِمُونْد؟! (١٢)
بُصّ..
يُؤْثَرُ عَنْ مِكْنَسَةٍ أَنَّهَا قَالَتْ:
“لَوْلَاكَ مَا كُنْتُ هُنَا”
فَهِمْت؟
لَا ذُبَابَ هُنَاكَ فِي غَزَّةْ
لَيسَ مِنْ جِيفَةٍ تَسْتَدْعِي النُّسُورْ
مُخْطِئٌ فِي ظَنِّهِ “بُلُونْدِي”..
أَنَّ مَوْتَىٰ شِيكَاغُو لَا يَعْرِفُونَ القَلَقْ
مَعْذُورٌ ..
فَمَا كَانَ مِنْ قَتْلَىٰ بَعْدُ فِي عَسْقِلَانْ!
شُوفْ..
فِي انْتِزَاعِهِ قَبْرَاً متْرَعَاً بالفُلُوسِ
وفِي انْتِهَارِهِ فَمَاً تَخَدَّدَهُ العَطَشْ
عَلَىٰ خَدِ “إيلَاى وُولَاكُ” حَطَّتْ ذُبَابَةْ
وَشْوَش
السيد فرج الشقوير









