هل تُدرِكينَ مَدى حُبّي لَكِ؟ …بقلم د. مصطفي عبد المؤمن

هل تُدرِكينَ —
يا امرأةً خُلِقَ الليلُ من رموشِها
مَدى حُبّي لَكِ؟
أم ما زال قلبي، خجلًا منكِ،
يُخفي عنكِ نصفَ الحرائقِ التي يشعلُها ذِكرُكِ في دمي؟
هل تدركين أني كلما رأيتُكِ
أفقدُ توازني،
وكأنّ العالمَ يتَّسِعُ لكِ وحدَكِ
ويضيقُ بي؟
يا سيّدتي…
أنا لا أُحبُّكِ كما يُحبُّ الناس.
أنا أُحبُّكِ كما يحبُّ الغريقُ الهواء،
وكما يحبُّ المسافرُ أوّل نافذةٍ تُطلُّ على مدينةٍ كان يحلمُ بها منذ عمرين.
أُحبُّكِ حتى يصيرَ الليلُ ضيِّقًا عليَّ،
فألجأُ إلى اسمِكِ
كما يلجأ طفلٌ خائفٌ إلى صدرِ أمِّه.
أُحبُّكِ حبًّا
لو قَسَّموه على المدنِ لفتحتْ نوافذَها
وانحنتْ شرفاتُها طربًا.
هل تقدرينَ؟
لا…
لن تقدري.
فالحبُّ الذي في داخلي
لا يقيسه عقلٌ، ولا يحدّه منطق،
ولا يملكُ جرأتَهُ إلا شاعرٌ
يُراهِنُ بقلبه على امرأةٍ
تستطيعُ أن تقتُلَهُ بابتسامة.
أحبُّكِ…
بكلِّ ما فيّ من رعشةٍ،
ومن خوفٍ جميل،
ومن رغبةٍ لا تستأذن الضوء.
أحبُّكِ كما لو أنني وُلدتُ لأكتبكِ،
وأتنفّسُ حضورَكِ،
وأرتّبُ فوضاكِ في صدري
وأُفسِدُ نظامي لأجل عينيكِ وحدهما.
اسمعي الحقيقة…
إنَّ حُبّي لكِ ليسَ شعورًا؛
إنه قَدَرٌ،
جئتِ أنتِ لتكشفيه،
ويَجري في عروقي
كما تجري الشمسُ في نهارٍ لا ينتهي.









