تاريخ العرب

الخطبة التي ألقاها البابا أوربان الثاني وأشعل بها الحروب الصليبية وسببا للحمله الصليبية اﻻولي :

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

كان للخطبة التي ألقها البابا أوربان الثاني في المجمع الديني المنعقد في كليرمونت بفرنسا عام 488ﻫ/1095م ؛ أثرها البالغ في نفوس المسيحيين المجتمعين في هذا المجتمع فقد ألهبت حماسهم وأصابتهم بحالة عبر عنها المـؤرخ جوستاف لـوبون في كتابه ( حضارة العرب ) : بأنها نوبة حادة من الجنون ، إذ قال البابا :
( يا شعب الفرنجة ، يا شعب الله المحبوب المختار ، لقد جاءت من تخوم فلسطين ، ومن مدينة القسطنطينية أنباء محزنة تعلن أن جنساً لعيناً أبعد ما يكون عن الله قد طغى وبغى في تلك البلاد ، بلاد المسيحيين في الشرق ؛ قلب موائد القرابين المقدسة ، ونهب الكنائس وخربها وأحرقها ، وساقوا بعض الأسرى إلى بلادهم ، وقتلوا بعضهم الآخر بعد أن عذبوهم أشنع تعذيب ، ودنسوا الأماكن المقدسة برجسهم ، وقطعوا أوصال الإمبراطورية البيزنطية ، وانتزعوا منها أقاليم بلغ من سعتها أن المسافر فيها لا يستطيع اجتيازها في شهرين كاملين .. على من أذن تقع تبعة الانتقام لهذه المظالم ، واستعادة تلك الأصقاع إذا لم تقع عليكم أنتم . أنتم يا من حباكم الله أكثر من أي قوم آخرين بالمجد في القتال ، وبالبسالة العظيمة وبالقدرة على إذلال رؤوس من يقفون في وجوهكم ؟ ألا فليكن من أعمال أسلافكم ما يقوي قلوبكم – أمجاد شارلمان وعظمته ، وأمجاد غيره من ملوككم وعظمتهم ، فليثر همتكم ضريح المسيح المقدس ربنا ومنقذنا – الضريح الذي تمتلكه الآن أمم نجسة ، وغيره من الأماكن المقدسة التي لوثت ودنست – لا تدعوا شيئاً يقعد بكم من أملاككم أو من شؤون أسركم ، ذلك بأن هذه الأرض التي تسكنونها الآن والتي تحيط بها من جميع جوانبها البحار ، وتلك الجبال ، ضيقة لا تتسع لسكانها الكثيرين ، تكاد تعجز عن أن تجود بمن يكفيكم من الطعام ، ومن أجل هذا يذبح بعضكم بعضاً ، وتتحاربون ويهلك الكثيرون منكم في الحروب الداخلية . طهروا قلوبكم إذن من أدران الحقد ، وأقضوا على ما بينكم من نزاع واتخذوا طريقكم إلى الضريح المقدس ، وانتزعوا هذه الأرض من ذلك الجنس الخبيث وتملكوها أنتم ، إن أورشليم أرض لا نظير لها في ثمارها ، هي فردوس المباهج إن المدينة العظمى القائمة في وسط العالم تستغيث بكم أن هبوا لإنقاذها . فقوموا بهذه الرحلة راغبين متحمسين تتخلصوا من ذنوبكم ، وثقوا بأنكم ستنالون من أجل ذلك مجداً لا يفنى في ملكوت السموات )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock