ليس كمثلها/ بقلم الكاتب المبدع/ مصطفى عبدالملك الصميدي| اليمن


للنسيمِ حكاية لا تشبه
غيرها…
حين يهِبُّ باكراً،
وأنت مُطِلٌّ على الصباح،
يجِيئكَ العطرُ لطيفاً من الأوراق،
كأنَّ للطبيعةِ أيادٍ تصيغهُ
خامات من بواكيرِ الربيع،
تُنشِرُهُ جَمَّاً كُلَّما تهجّأهُ الحفِيفُ
بِلغةٍ خفيفةٍ كضوءِ النَّدى،
رقيقةٍ كظِلِّ الفراشات.
لعطرِ النسيم حكاية
تُنسِيكَ ما على الرَّفِ من قوارير،
وأنتَ تمُرُّ بجانِبها،
تفهَمُك كما يفهمُ النسيمُ
طريقَ العبورِ إلى وجهك،
إلى كُلِّك…
تفهمكَ من خلال نسمةِ خُزَامَى
ما تزال عالقةً بين أنفاسك،
باردةً باعتدالٍ منعَشُ الألوان؛
فَتَغِيرُ من كونِكَ عائِداً
لا لِلرَّشْرَشات،
بل لِخَطوكَ المتأمِّل في أريجٍ
يضوع في الأرجاء.
للحكاية نسيمٌ وعطرهُ،
لا يُقيمُ أركانها عناصرُ سردِ،
بل يقصُّهَا الصباح مِرهماً
لندوبِ روحٍ
قبل مُخملِ العطرِ والبرود.
لا ساعةَ تشيرُ،
لا أرض تُسمِّي نفسَهَا،
لا حدثَ سِوى الصحو،
لا عقدةَ سوى غِيرَة ما ليسَ منها،
لا ذروةَ سوى اِغْرِقاقكَ في العبير
لا خاتمةَ عدا لحظةً واحدةً:
نسيم يمُرُّ عليلاً،
عطر يفوح رفيفاً،
وهدوء يسكن الأعماق
دون أن يعرف أحدٌ من أين جاء.









