يا امرأةً…بقلم سعيد زعلوك

يا امرأةً
تمشي القصائدُ في خطاها،
ويتهجّى الضوءُ اسمَها
كلما انحنى الصباحُ على كتفِ نافذتي.
أجيئكِ…
وفي يدي ارتعاشةُ وترٍ
لا يهدأ إلّا حين تلمسين هواه،
وفي صدري ريحٌ
تعرفُ أن طريقَ العودةِ
لا يفتحُ بابَه
إلّا لعينيكِ.
كلُّما اقتربتِ،
ارتفعَ في الهواءِ نشيدٌ خافت،
وتغيّر شكلُ العالَم:
الأشياءُ التي نامت طويلًا
تنهضُ كأنها
تكتشفُ المعنى لأوّل مرة،
والظلُّ الذي فقد لونه
يستعيدُ هويته
تحت خطوكِ.
يا امرأةً
تعيد ترتيبَ المطرِ فوق وجهي،
وتعيد كتابةَ الخريطةِ في دمي،
يا سرَّ الأغنيةِ
حين لا تطاوعُ الموسيقى
إلّا بنبرةٍ تخرجُ من حضوركِ.
أحبكِ…
لا كقولٍ عابر،
بل كطقسٍ
يبدأ من حنجرةِ الريح،
ويمتدّ حتى آخرِ الشغف،
كشجرةٍ تطلبُ ماء عينكِ
لتنمو،
وكقلبٍ يتعلّم
من ظلالكِ
كيف يصبح أكثرَ حياة.
فخذي من روحي ما شئتِ،
دربي، وصوتي،
وحرفي الذي لا يكتملُ
إلّا إذا مررتِ عليه
كما يمرُّ السحابُ على وجهِ الوادي.
هذا العهدُ
ليس كلمةً،
بل نافذةٌ صغيرةٌ
تُضاء كلّما ناديتُك،
ومنكِ تعلّمتُ
أن الليلَ لا يخيف،
وأن الضوءَ — ما دام فيكِ —
لا ينطفئ.









