بروفايل

ذكرى أسر البطل صدام حسين

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

كتب:
لم يعتقل في حفرة وقاومهم مقاومة بطولية ومع ذلك كان فيلم الحفرة سبباً في زيادة شعبيته
قادت أمريكا تحالفاً عالمياً من 64 دولة اشتركت سراً وعلناً بحرب أدت إلى سقوط بغداد في تاريخ 2003/04/09م، ونهاية حكم الرئيس العراقي صدام حسين والذي انتقل إلى مرحلة قيادة مقاومة قوات الإحتلال، واعتبرت قوات الاحتلال بأن القبض على صدام حسين هو الهدف الأول فعرضت مكافأة مقدارها 25 مليون دولار لمن يدل عليه ووضعته المطلوب الأول في أوراق اللعب.
وفي تاريخ 2003/12/13م أعلنت القوات الأمريكية القبض على صدام حسين في مدينة الدور قرب تكريت بعملية أسمتها “الفجر الأحمر” وذكرت بأنه كان يختبئ في حفرة ارتفاعها 1.8 متراً، وأن الذي وشى به ودل عليه هو حارسه الشخصي، وبث الإعلام الأمريكي صوراً ومقاطع فيديو تُظهر صدام بحالة سيئة كثيف اللحية ضعيف الجسد، وكانت جميع هذه المقاطع تتمحور حول هدف واحد وهو هدف إذلال صدام حسين لكسر صورته وهيبته في العالم العربي.
**** ولكن لاحقاً ظهرت أكذوبة الحفرة وأن رواية الإعتقال الأمريكية ملفقة، وظهر أن ما نشره الإعلام الأمريكي ما هو إلا فيلم دعائي موجه، حيث:
1) صرح الجندي الأمريكي نديم أبو رابح المشارك في القوة التي إعتقلت صدام حسين بأنه لم يكن في حفرة بل كان في الطابق الثاني في منزل ريفي، وأن القوة الأمريكية استفادت مع عنصر مفاجأة الهجوم فجراً ما سمح للقوة بالوصول إلى مسافة قريبة جداً منه.
2) صرح الجندي الأمريكي أيضاً بأن صدام حسين قاوم الهجوم ببطولة وأطلق أكثر من 20 عياراً ضد مُعتقليه، ونجح في قتل جندي أمريكي، ولكن المسافة القريبة للمهاجمين جعلتهم ينجحون في تخدير صدام حسين وإعتقاله، حيث كان الهدف هو القبض عليه حياً.
3) صرح الجندي الأمريكي بأن الإعتقال كان في تاريخ 12/12 وليس كما أُعلن في 12/13، وقد تم جلب فريق سينمائي عسكري أمريكي رتّب تصوير أحداث “جُحر العنكبوت”، وأن ما تم بثه في اليوم الثاني هو عمل إخراجي تم تصويره وإعداده طوال اليوم الأول.
4) ردت وزارة الدفاع الأمريكية على تصريح الجندي الأمريكي نديم أبو رابح واعترفت بأنه كان جندياً أمريكياً وبأنه شارك بالقوة التي إعتقلت صدام حسين ولكنها نفت روايته.
5) نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز بأن القوة الأمريكية إحتاجت إلى الطيران للقبض على صدام حسين، وقد تألفت القوات المشاركة في العملية من حوالي 600 جندي، من بينهم فرسان ومدفعية ومهندسون وقوات عمليات خاصة.
6) خلال السنوات السابقة تغيرت الرواية الأمريكية أكثر من مرة بين أنه كان في خندق وبين أنه كان في حفرة ارتفاعها 1.8 متراً، وكما أنه تغير في تقاريرها إسم الواشي.
**** ومع ذلك إنقلب السحر على الساحر وكان فيلم الإعتقال الأمريكي سبباً في زيادة شعبية صدام حسين، فظهر للمواطن العربي الفرق بين الحاكم العربي الخائن الذي تعتبره أمريكا أداة واجب بقائها، وبين الحاكم العربي الحر المستقل الذي تجيش أمريكا ضده 64 دولة لإنهاء حكمه وإعتقاله، وظهر للمواطن العربي الفرق بين الرئيس الذي يخلعه شعبه والرئيس الذي تنهي أمركا حكمه، والفرق بين الرئيس الذي يبقى في وطنه وبين الرئيس الذي يهرب من وطنه.
**** المصادر:
1)
Los Angeles Times, December 14, 2003
2)
Saddam Hussein captured”. The Guardian. Associated Press. 14 December 2003. Retrieved 10 August 2023.
3)
“Red Dawn imitated art”. USA Today. 17 December 2003. Retrieved 31 December 2015.
4) صحيفة المدينة السعودية عدد 25 آذار 2005
5) صدام حسين من الزنزانة الأمريكية، المحامي خليل الدليمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock