تاريخ العرب

فخ بيبرس العبقري: شجاعة المصريين ضد فرسان فرنسا

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

تخيّل معي… عام 1250 ميلادي، دلتا النيل تغلي تحت شمس حارقة. النيل يهمس سرًا، لكن الهواء يصرخ ترقبًا وغضبًا. جيش صليبي هائل، يقوده لويس التاسع ملك فرنسا –الذي سيُلقب بالقديس–، يحمل آمال أوروبا كلها: غزو مصر، فتح #القدس! سفن عملاقة تحمل آلاف الفرسان المدججين بالدروع، يتقدمون كعاصفة من الحديد.
بدأت الخدعة في دمياط. وصلوا، فوجدوا المدينة شبحًا خاليًا! تركها المصريون عمدًا، فدخل لويس مبتسمًا، يظن النصر قاب قوسين. لكنه لم يعرف أن هذا الفخ الأول في لعبة الموت الكبرى.
في القاهرة، انفجر البركان! أغلقت الأسواق، امتلأت المساجد بصرخات الجهاد. السلطان الصالح أيوب طريح الفراش في #المنصورة، يحتضر… لكن زوجته شجر الدر، الملكة الذكية كالثعلب، أمسكت الزمام من الظلال! أخفت موته، أدارت الدولة بحديد، مدعومة بالمماليك ومنهم ببيبرس البندقداري– الذي سيصبح كابوس الصليبيين.
تقدم الغزاة جنوبًا، يسحبون سفنهم عبر النيل، يواجهون مقاومة كالنار. سقط قادة، لكن الروح المصرية اشتعلت أكثر!
ثم جاء اليوم الدامي: فبراير 1250. عبر الصليبيون القناة، اندفعت طليعتهم بقيادة روبرت دي أرتوا –شقيق الملك المغرور– نحو المنصورة. رأوها صامتة، شوارعها فارغة… فانقضوا كالذئاب الجائعة!
لكن… انفجر الجحيم فجأة!
كان بيبرس قد نصب كمينًا شيطانيًا عبقريًا! آلاف المقاتلين المصريين –جنودًا وشعبًا– مختبئين في البيوت، على الأسطح، خلف كل زاوية. دقّت الطبول كالرعد، انطلقت التكبيرات كالبرق: “الله أكبر!”
سُدت الأبواب، تحولت الأزقة الضيقة إلى مصيدة موت!
انقض المصريون كالأسود الغاضبة: سيوف تقطع الدروع، سهام تمطر كالمطر، حجارة تسحق الخوذات! صرخات الرعب تملأ الهواء، دماء تسيل أنهارًا، جثث تتراكم كالجبال!
قُتل روبرت وآلاف الفرسان، غرق آخرون في النيل الذي صار بحر دم! فر الباقون مذعورين، يرتجفون كالأطفال.
لكن المصريين لم يتوقفوا. حاصروا معسكر لويس، قطعوا الطعام، نشروا الموت بالأمراض والجوع. اضطر الملك للفرار… فوقع في الفخ النهائي عند فارسكور: مذبحة كاملة!
أُسر لويس نفسه، الملك ، مقيدًا بالحديد كعبد رخيص، مسحوبًا إلى سجن في دار ابن لقمان بالمنصورة!
تفاوضت شجر الدر : فدية فلكية، تسليم #دمياط. عاد لويس مكسور الكبرياء، يحمل جرحًا أبديًا في قلبه.
هكذا كانت ملحمة المنصورة: انفجار شجاعة، ذكاء خالد، وحدة شعب أذلت الفرنج ! نصر يصرخ للأجيال: سبحان من ينصر المستضعفين ويهزم المتجبرين!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock