لو وُضعتَ في صمتٍ مُطلق.. بقلم: د. ما يونغبو

لو وُضعتَ في صمتٍ مُطلق،
لا صوت على الإطلاق، حتى دقات قلبك،
ولا حتى صدى همساتك،
ولا حتى صوت طقطقة ظفرك على الجدار—
هل ستظل تتحدث كما لو كنت تُخاطب
جمهورًا غفيرًا غير مرئي،
وتشعر بمتعةٍ إجرامية في ذلك؟
لو وُضعتَ في زنزانة، أو متاهة، أو قبرٍ ضيق،
بلا حراس، ولا أنفاس ثور،
ولا عظام يابسة، ولا جيران ماتوا من أجل الجمال،
ولا رفيقة شقراء مُتوجة بالزهور ترقد بجانبك—
هل ستظل، كخلدٍ يطارد عرقًا من الخام،
تُضيء مصباحك الأمامي الأعمى؟
لو وُضِعَتَ في مكتبةٍ شاسعةٍ لا حدود لها، مُضاءةٍ ببراعة،
وكنتَ وحدكَ تسير بين رفوفها المُرتبة التي لا تنتهي،
ومع ذلك، تعودُ دائمًا إلى الصفحة نفسها من الكتاب نفسه،
إلى الجملة القاسية نفسها: “أنتَ غير موجود”.
هذا الكتاب الضخم ذو الغلاف الأسود ليس له عنوان، ولا مؤلف،
هل ستظل تكتب الشعر، كما لو كنتَ تبحث عن كلمة
لإنهاء هذا الخلود اليائس
أو هذا اليأس الأبدي؟
YONgbo MA









